📁 المقالات الحديثة

النسبة المقبولة للاستلال في الجامعات السعودية 2026

النسبة المقبولة للاستلال في الجامعات السعودية 2026

 ما النسبة المقبولة للاستلال في الجامعات السعودية؟

تُعَد نسبة الاستلال المسموح بها من المعايير الجوهرية التي تعتمدها الجامعات السعودية لضمان نزاهة الأبحاث وصون حقوق الملكية الفكرية. ومن هنا يبرز التساؤل: ما النسبة المقبولة للاستلال في الجامعات السعودية؟، إذ تحدد الجامعات نسبة معينة من التشابه النصي المسموح به في الرسائل العلمية والأبحاث الأكاديمية، بهدف التمييز بين الاستخدام المشروع للمصادر والسرقة الأدبية. وتتنوع هذه النسبة بحسب الجهة الأكاديمية وطبيعة البحث، إلا أنها غالبًا ما تتراوح بين 10% و20% مع مراعاة توثيق كل اقتباس بدقة. إن التزام الباحث بهذه المعايير لا يُعبر فقط عن احترامه للأمانة العلمية، بل يعكس وعيه المهني وحرصه على تقديم عمل أصيل ومتوافق مع سياسات البحث في المملكة العربية السعودية.


ما المقصود بنسبة الاستلال في البحوث الجامعية؟

هي النسبة المئوية للمحتوى المنسوخ أو المشابه لما هو منشور سابقًا في مصادر أخرى، كما تُظهرها أدوات فحص الأصالة مثل Turnitin أو iThenticate. وتعكس هذه النسبة مدى أصالة العمل البحثي، إذ تشير القيم المرتفعة إلى احتمال وجود اقتباس غير موثّق أو نسخ مباشر، بينما تدل القيم المنخفضة على التزام الباحث بمعايير الكتابة الأكاديمية. وتُعد مراقبة نسبة الاستلال خطوة أساسية في ضمان النزاهة العلمية، وحماية حقوق الملكية الفكرية، وتعزيز جودة البحوث الجامعية ومصداقيتها.


الاسباب الشائعة لارتفاع نسبة الاستلال في الرسائل العلمية

تمثل نسب الاستلال المرتفعة إحدى أبرز الإشكالات التي تواجه طلاب الدراسات العليا عند فحص الرسائل العلمية، إذ ترتبط غالبًا بقصور منهجي أو مهاري في التعامل مع النصوص والمصادر. ويعكس هذا الارتفاع تحديات مركّبة تتعلق بضعف التأهيل البحثي واستخدام الأدوات التقنية دون وعي علمي كافٍ، ما يستدعي فهمًا دقيقًا لجذور الظاهرة لتجنب تبعاتها الأكاديمية، ومن أبرز أسبابه:

1- الاعتماد المفرط على الاقتباسات المباشرة

يؤدي التركيز على نقل النصوص حرفيًا دون تحليل أو تفسير إلى تضخّم نسبة التشابه، نتيجة تكدّس فقرات بالكامل من مراجع أخرى، فيتحول البحث إلى تجميع معلومات لا إسهام فيه للباحث.

2- ضعف مهارات إعادة الصياغة العلمية

تظهر مشكلات الاستلال عندما يفتقر الباحث للقدرة على إعادة بناء الأفكار بلغته الخاصة، فيلجأ إلى استبدال مفردات قليلة دون تغيير في البنية الدلالية، وهو ما تصنّفه أدوات الفحص على أنه انتحال غير مباشر.

3- سوء التوثيق أو إغفال الإسناد

قد ينتج ارتفاع التشابه عن عدم إدراج مصادر الاقتباس أو وضعها بصياغة غير صحيحة، فيبدو المحتوى منسوبًا للباحث، مما يعد مخالفة واضحة لأخلاقيات البحث، حتى لو كانت ناتجة عن جهل أو ضعف مهاري.

4- استخدام مصادر رقمية غير موثوقة أو متداولة

يسهم الاعتماد على ملفات مكررة أو منشورة مسبقًا دون تحكيم في زيادة نقاط التشابه مع فحوص الفهرسة الرقمية، لأن هذه المحتويات تكون مخزنة بالكامل داخل أنظمة الكشف الآلي.

يتضح أن ارتفاع نسبة الاستلال مشكلة ناتجة عن غياب الممارسة العلمية السليمة في التعامل مع النصوص، وأن تخفيضها يعتمد على تنمية مهارات الفهم والتحليل والتوثيق لا على الأدوات التقنية وحدها، بما يعزز أصالة الرسالة وقيمتها العلمية.


المعايير العامة التى تعتمدها الجامعات السعودية لتحديد النسبة المقبولة

تستند الجامعات السعودية في تحديد النسبة المقبولة للقبول في برامجها إلى منظومة من المعايير الأكاديمية والتنظيمية التي تهدف إلى تحقيق العدالة بين المتقدمين، وضمان اختيار الطلاب الأكثر تأهيلاً وملاءمة للتخصصات المختلفة. وتختلف النسب من جامعة لأخرى ومن تخصص لآخر، إلا أن الإطار العام لهذه المعايير يتسم بالثبات ويعتمد على مكونات محددة، ومن أبرز هذه المعايير:

1- النسبة الموزونة (Weighted Average)

تُعد المعيار الأساسي في القبول الجامعي، إذ تجمع بين نسبة الثانوية العامة، ونتائج الاختبارات القياسية مثل القدرات العامة (قياس) والتحصيلي، وفق أوزان تحددها كل جامعة. وغالبًا ما تتراوح النسبة الموزونة بين 70% و90% بحسب طبيعة البرنامج الأكاديمي.

2- نوع التخصص ومتطلبات الكلية

تختلف النسب باختلاف المسار الأكاديمي؛ فالكليات العلمية مثل الطب والهندسة والعلوم الصحية تشترط نسبًا مرتفعة لضمان تأهيل أكاديمي متقدم، بينما تكون النسب أقل في التخصصات النظرية والإنسانية التي تركز على الجوانب التحليلية أو اللغوية.

3- الطاقة الاستيعابية للجامعة

تُحدَّد النسبة المقبولة أيضًا وفقًا للقدرة الاستيعابية لكل كلية وعدد المقاعد المتاحة مقارنة بعدد المتقدمين، إذ تميل الجامعات إلى رفع النسبة في حال ارتفاع الطلب أو محدودية القبول في تخصص معين.

4- نتائج المفاضلة بين المتقدمين

تعتمد الجامعات نظام المفاضلة الإلكترونية الذي يُرتّب المتقدمين حسب النسبة الموزونة، ويتم القبول بدءًا من الأعلى فالأدنى حتى اكتمال المقاعد. ويُراعى في ذلك تحقيق مبدأ العدالة والشفافية في توزيع الفرص.

5- الاعتبارات الخاصة بالمسارات التعليمية

تُخصص بعض الجامعات نسبًا مختلفة للمسارات العلمية والأدبية، أو للمقررات التي درسها الطالب في الثانوية (مسار طبيعي أو إنساني)، وذلك لضمان مواءمة الخلفية الدراسية مع متطلبات التخصص الجامعي.

6- تحديثات سنوية وفق معايير الجودة

تراجع الجامعات السعودية نسب القبول سنويًا بناءً على أداء الطلبة في الأعوام السابقة، ونتائج سوق العمل، وتوجهات وزارة التعليم في تطوير مخرجات التعليم الجامعي، لضمان مواءمة القبول مع الاحتياجات الوطنية.


تتحدد النسبة المقبولة في الجامعات السعودية وفق معادلة توازن بين التحصيل الأكاديمي، والقدرات العلمية، والطلب على التخصص. وكلما ارتفعت المنافسة على البرنامج، ازدادت النسبة المطلوبة للقبول.


نصائح علمية للباحثين للالتزام بنسبة استلال آمنة:

تمثل نسبة الاستلال العلمي معيارًا رئيسًا لتقييم أصالة البحث وجودته، إذ تُعبّر عن مدى التزام الباحث بالأمانة العلمية وتجنّب الانتحال أو النقل غير الموثق. ولتحقيق نسبة استلال آمنة تتوافق مع معايير الجامعات والمجلات المحكمة، ينبغي للباحث أن يتّبع مجموعة من الإرشادات المنهجية واللغوية الدقيقة أثناء مراحل الكتابة والتحرير، وهي:

1- الالتزام بأسلوب التوثيق المعتمد

يجب توثيق جميع الاقتباسات والأفكار المنقولة وفق نظام التوثيق المطلوب (APA – MLA – Chicago – Harvard)، سواء كانت نصوصًا حرفية أو إعادة صياغة، لضمان الاعتراف بمصدر المعلومة وحماية النص من الاتهام بالسرقة الأدبية.

2- الاعتماد على الفهم والتحليل لا على النسخ

ينبغي للباحث أن يُعيد صياغة الفكرة بلغته الخاصة بعد فهمها واستيعابها، بدلاً من النقل الحرفي أو التغيير السطحي في المفردات. فإعادة الصياغة الواعية تُقلل نسبة التشابه وتُظهر شخصية الباحث العلمية.

3- استخدام أدوات فحص الاستلال بانتظام

يفضّل إجراء فحص مبدئي للنص باستخدام أدوات موثوقة مثل Turnitin أو iThenticate أو PlagScan خلال مراحل الكتابة المختلفة، لتصحيح التشابه قبل تسليم النسخة النهائية، مما يمنع المفاجآت غير المرغوبة عند التقييم الرسمي.

4- تجنب التكرار غير المبرر للنصوص الذاتية

إعادة استخدام الباحث لأجزاء من أبحاثه السابقة دون إشارة واضحة يُعد نوعًا من “الاستلال الذاتي”، لذا يجب الإشارة إلى أي مادة منشورة مسبقًا وتوضيح إضافاتها الجديدة لضمان الشفافية الأكاديمية.

5- الإكثار من الربط والتحليل الشخصي

كلما زاد اعتماد الباحث على تفسيره الخاص وتحليله النقدي للنتائج والمفاهيم، قلّت نسبة التشابه تلقائيًا. فالإضافة الفكرية هي أفضل وسيلة لتقليل الاستلال وتحقيق التميز العلمي.

6- تجنب النقل من الملخصات أو المراجع دون مراجعة

يؤدي الاعتماد على ملخصات الأبحاث أو على فقرات جاهزة من المراجع إلى رفع نسبة التشابه؛ لذلك يجب قراءة المصدر الأصلي وتلخيصه بأسلوب الباحث الخاص، مع توثيقه بدقة.

7- مراجعة المشرف أو المحرر قبل النشر

يُستحسن عرض النسخة النهائية على مشرف أكاديمي أو محرر لغوي مختص لتقييم مستوى التشابه، وتصحيح ما قد يُعدّ اقتباسًا غير مباشر أو استخدامًا مفرطًا للعبارات الأصلية.


تحقيق نسبة استلال آمنة لا يرتبط بالحذر الشكلي في الصياغة فحسب، بل يقوم على النزاهة الفكرية والوعي المنهجي في التعامل مع النصوص والمصادر. وكلما حرص الباحث على التحليل النقدي والتوثيق الدقيق، انعكست أصالة عمله وثقة المؤسسة العلمية في إنتاجه الأكاديمي.


الخاتمة:

يمكن القول إن تحديد نسبة الاستلال المقبولة في الجامعات السعودية يُعد خطوة أساسية في ضبط جودة البحث العلمي وضمان نزاهته. فالتزام الباحثين بنسبة التشابه المقررة — التي تتراوح غالبًا بين 10% و20% — يعكس احترامهم لمبادئ الأمانة الأكاديمية والملكية الفكرية. كما أن هذه النسبة لا تُعد مجرد رقم تقني، بل مؤشر على مدى أصالة الجهد العلمي واستقلالية الباحث في صياغة أفكاره وتحليله للمعارف. إن وعي الباحث بهذه الضوابط، واستخدامه لأدوات فحص الاستلال قبل التسليم، يسهم في تعزيز الثقة في الإنتاج العلمي الوطني ويدعم توجه الجامعات السعودية نحو الريادة والتميز في البحث الأكاديمي عالميًا.


تعليقات