أهم أدوات تهيئة النصوص لتقليل الاستلال 2025-2026
تُعَد تهيئة النصوص لتقليل الاستلال خطوة أساسية في إعداد الأبحاث العلمية قبل التقديم للمجلات أو الجامعات، خاصة مع ازدياد الاعتماد على أنظمة فحص الانتحال في عامي 2025–2026. ومن هنا يبرز التساؤل: ما أهم أدوات تهيئة النصوص لتقليل الاستلال؟، إذ ظهرت مجموعة من الأدوات الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي تساعد الباحثين على إعادة الصياغة الأكاديمية للنصوص دون الإخلال بالمعنى، مثل QuillBot، وParaphraser.io، وWordtune، وScribbr، وWritefull. إن استخدام هذه الأدوات بوعي يسهم في تحسين جودة الكتابة، وضمان أصالة المحتوى، وتقليل نسب التشابه النصي في تقارير الفحص. فتهيئة النص لم تعد إجراءً تقنيًا فحسب، بل أصبحت جزءًا من ثقافة النزاهة الأكاديمية التي تحافظ على مصداقية الباحث وجودة إنتاجه العلمي.
مفهوم تهيئة النصوص ودورها في خفض نسبة التشابه:
هي عملية إعادة صياغة وتنقيح المحتوى العلمي بطريقة تحافظ على معناه الأصلي مع تحسين أسلوب عرضه لغويًا ومنهجيًا، لتجنب التكرار الحرفي وتقليل نسبة التشابه في فحص الأصالة. وتشمل هذه العملية استخدام تراكيب لغوية جديدة، وتبسيط الجمل المعقدة، وتبديل ترتيب الأفكار دون المساس بالمضمون العلمي. أما دورها في خفض نسبة التشابه فيكمن في ضمان تميّز النص وإظهاره بأسلوب الباحث الخاص، مما يعزز أصالة البحث ويضمن اجتيازه لاختبارات الانتحال الأكاديمي وفق معايير النشر العلمي الرصين.
المعايير التى تعتمدها الجامعات السعودية والعربية في قبول نسب الاستلال:
تُعد نسبة الاستلال العلمي (Similarity Index) من المعايير الأساسية التي تُقيم من خلالها الجامعات جودة الأبحاث والرسائل العلمية، لما لها من علاقة مباشرة بـ الأمانة العلمية والأصالة البحثية. ومع ازدياد الاعتماد على برامج فحص التشابه مثل Turnitin وiThenticate، وضعت الجامعات السعودية والعربية ضوابط دقيقة لتحديد النسبة المقبولة وتفسيرها وفق طبيعة التخصص ونوع البحث.
تراعي الجامعات السعودية معيار الأصالة البحثية بنسبة صارمة:
إذ تشترط معظم الجامعات أن لا تتجاوز نسبة الاستلال الكلية 15% من إجمالي البحث، مع ضرورة أن تكون نسبة التشابه في كل مصدر منفرد أقل من 5%. ويُستثنى من ذلك الاقتباس الموثّق أو نصوص الأدوات البحثية المعتمدة التي لا يمكن تغييرها.
تُفرق بعض الجامعات بين الاستلال النصي والاقتباس الموثق:
فمثلاً في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود، يُقبل الاقتباس الموثق إذا لم يتجاوز 20% من إجمالي النص بشرط أن يكون معزوًا بشكل دقيق في قائمة المراجع، بينما يُعد النقل غير الموثق مخالفة أكاديمية.
تعتمد الجامعات على تقارير Turnitin أو iThenticate بوصفها المعيار الرسمي للتحقق:
وتُرفق هذه التقارير عادة ضمن متطلبات تسليم الرسالة أو النشر العلمي. ويُشترط أن يكون الفحص بعد استبعاد المراجع، والجداول، والملخصات، والعناوين، لتجنّب رفع النسبة الكلية بشكل غير واقعي.
في الجامعات العربية الأخرى مثل الأردنية، المصرية، والإماراتية:
تتراوح النسبة المقبولة عادة بين 15% و25% حسب نوع البحث والمستوى الدراسي. فالأبحاث العلمية المحكمة غالبًا تُلزم بنسبة أقل (10–15%)، بينما تكون الرسائل الجامعية أكثر مرونة طالما كان التشابه في الحدود الموثقة والمقبولة علميًا.
تأخذ الجامعات بعين الاعتبار طبيعة التخصص الأكاديمي:
فالتخصصات النظرية (كاللغة، والتاريخ، والفقه) تميل إلى قبول نسب أعلى نسبيًا من التخصصات التطبيقية أو الطبية، نظرًا لاعتمادها على نصوص مرجعية ومصطلحات ثابتة يصعب إعادة صياغتها بالكامل.
تُلزم الجامعات الباحثين بتقديم تقرير فحص الاستلال عند التقديم للنشر أو المناقشة:
ويُعدّ التقرير وثيقة رسمية لا يُمكن قبول الرسالة أو الورقة العلمية دونها. كما تُراجع اللجان الأكاديمية التقرير يدويًا للتأكد من أن التشابه لم ينتج عن اقتباس مشروع أو بيانات معيارية.
تحذر الجامعات من محاولات التلاعب بنتائج الفحص:
عبر حذف أجزاء من النص أو تعديل تنسيق الكلمات أو رفع صور للنصوص، وتعتبرها مخالفة بحثية جسيمة تُعرض الطالب أو الباحث للعقوبة الأكاديمية.
إن المعيار السائد في الجامعات السعودية والعربية هو أن نسبة الاستلال المقبولة لا تتجاوز 15–20% كحد أقصى بعد استبعاد الاقتباسات الموثقة والمراجع.
مميزات أدوات تهيئة النصوص الذكية في عامي2025-2026:
شهدت أدوات تهيئة النصوص الذكية خلال عامي 2025–2026 تطورًا ملحوظًا فرضته الحاجة المتزايدة إلى جودة أعلى في الكتابة الأكاديمية وضبط منهجيتها بما يتوافق مع متطلبات النشر العلمي العالمية. ويعكس هذا التحول الدور الحيوي الذي تؤديه هذه الأدوات في تعزيز أصالة المحتوى، وضمان دقة الصياغة واتساق البنية العلمية، بما يدعم موثوقية البحث ويقوّي فرص اعتماده من قبل المحكّمين والجهات الأكاديمية.
1-تحسين الدقة السياقية للغة
تعتمد الأدوات الحديثة على خوارزميات قادرة على فهم العلاقات الدلالية بين الجمل، ما يتيح ضبط الأخطاء غير الظاهرة في البناء الحجاجي للنص، ويقوّي تماسكه العلمي بصورة تتجاوز التصحيح اللغوي التقليدي.
2-دعم الكتابة الأكاديمية العربية
تستند قدراتها إلى نماذج لغوية محسّنة تستوعب خصائص العربية الفصحى في سياق أكاديمي، فتقدّم اقتراحات صياغية تلتزم بقواعد المنهج العلمي المستخدم في الجامعات العربية والخليجية، وتمنح الباحث محتوى رصينًا قابلًا للنشر الدولي.
3-تعزيز أصالة النص وخفض الاستلال
لا يقتصر عملها على إعادة الصياغة، بل تتدخل في بنية الجملة والمفاهيم الرئيسة لضمان خفض التشابه دون الإخلال بالمعنى العلمي، مما يحمي الباحث من تهم الاقتباس غير المشروع ويعزّز متطلبات النزاهة الأكاديمية.
4-تحسين هيكلة المحتوى ووضوح المسار الحجاجي
تُسهم في تنسيق الفقرات وترتيب الأفكار بما يضمن انتقالًا منطقيًا بين أجزاء الرسالة البحثية، ويساعد القارئ على تتبّع منهجية الباحث وفهم النتائج في سياقها الصحيح.
5-التكامل مع أدوات إدارة البحث
يوفّر ربطها المباشر بمنصّات إدارة المراجع وبرامج الفحص أدوات عمل متكاملة تسهّل المهام التحريرية وتقلّل من الأخطاء الناتجة عن التعديلات اليدوية، وتدعم الإنتاجية البحثية بصورة مستدامة.
ختامًا، يتبين أن أدوات تهيئة النصوص الذكية أصبحت عنصرًا مؤسسيًا في تطوير الكتابة العلمية خلال عامي 2025–2026، إذ تمثل وسيطًا مهمًا بين الباحث ومتطلبات النشر الرصين، وتمنحه قدرة أفضل على إنتاج نصوص دقيقة ومنضبطة تعكس جودة البحث ومكانته العلمية.
المخاطر المحتملة من الاعتماد الكامل على أدوات إعادة الصياغة:
أدّت التقنيات الرقمية الحديثة إلى توسع كبير في استخدام أدوات إعادة الصياغة في البحث العلمي، بهدف خفض نسب الاستلال وتحسين جودة الكتابة. غير أن الاعتماد الكلي على هذه الأدوات قد يخلق فجوة بين ما هو مكتوب وما يفترض أن يعكسه النص من فهم الباحث وخبرته المنهجية. ويثير هذا الواقع إشكاليات تتجاوز الجانب اللغوي، لتصل إلى الأمانة العلمية وبناء المعرفة الرصينة.
1-إضعاف الدور الفكري للباحث
عندما تحل الأداة محل العمليات العقلية التحليلية، يفقد الباحث القدرة على إنتاج معرفة أصيلة قائمة على تفسيره الخاص للبيانات والنظريات، مما يحوّل النص إلى مجرد عمل محرَّر تقني غير نابع من مهارة بحثية حقيقية.
2-احتمالات تشويه الدلالة العلمية
قد تُعيد الأداة صياغة المفاهيم دون مراعاة الروابط المنهجية بينها، ما يؤدي إلى تحريف النتائج أو إضعاف قوة الاستدلال، خصوصًا في الأبحاث التي تعتمد على بناء حجج دقيقة متسلسلة داخل الإطار النظري.
3-خطر المساس بالأمانة العلمية
على الرغم من أنّ الهدف من إعادة الصياغة هو تجنب السرقات الأدبية، فإن سوء الاستخدام قد ينتج عنه إعادة تدوير معرفة الآخرين دون فهمها أو إضافة قيمة بحثية، مما يوقع الباحث في أخطاء أخلاقية ومخالفات للتحكيم الأكاديمي.
4-عجز الأدوات عن ضبط السياقات التخصصية
لا تزال الخوارزميات عاجزة عن إدراك الفروق الدقيقة للمصطلحات في مجالات علمية معقدة، مثل العلوم الصحية أو الدراسات التربوية المقارنة، ما يجعل التدخل البشري شرطًا لضمان صحة التفسير ومصداقية النتائج.
ختامًا، يتضح أن أدوات إعادة الصياغة تمثل تقنية داعمة وليست بديلًا عن دور الباحث بوصفه منتجًا للمعرفة ومسؤولًا عن سلامة محتواه العلمي، وأن الاستخدام الرشيد لهذه الأدوات ينبغي أن يوازن بين الاستفادة التقنية والالتزام الصارم بالمعايير المنهجية والأخلاقية للبحث العلمي.
الخاتمة:
يمكن القول إن استخدام أدوات تهيئة النصوص لتقليل الاستلال أصبح ضرورة لا غنى عنها في بيئة البحث العلمي الحديثة خلال عامي 2025–2026. فهذه الأدوات، مثل QuillBot وWordtune وScribbr، تمكّن الباحث من إعادة صياغة المحتوى بدقة لغوية ومنهجية، مع الحفاظ على المعنى الأكاديمي والأصالة الفكرية للنص. إن توظيف هذه التقنيات بوعي لا يهدف فقط إلى خفض نسب التشابه في تقارير الفحص، بل إلى الارتقاء بجودة الكتابة وتحقيق معايير النزاهة العلمية. فتهيئة النصوص تمثل اليوم مزيجًا من المهارة البحثية والذكاء التقني، تعكس احترافية الباحث وحرصه على تقديم عمل علمي أصيل يواكب معايير النشر الأكاديمي العالمية.