📁 المقالات الحديثة

التعامل مع المجلات الوهمية المفترسة احذر 5 نقاط

المجلات المفترسة والحذر من التعامل معها

كيفية التعامل مع المجلات الوهمية

أصبحت المجلات الوهمية تحديًا متزايدًا يواجه الباحثين في مختلف المجالات، إذ تستغل هذه المنصات رغبة الأكاديميين في النشر السريع لتحقيق مكاسب مادية على حساب الجودة والمصداقية. ويبرز هنا التساؤل المهم كيفية التعامل مع المجلات الوهمية لضمان حماية الجهد البحثي والحفاظ على السمعة الأكاديمية. فالتعامل الصحيح يبدأ بامتلاك الوعي الكافي بمعايير النشر الموثوق، والتحقق من فهرسة المجلة في قواعد البيانات المعتمدة، والتدقيق في سمعة هيئة التحرير وسياسات التحكيم. إن إدراك مخاطر هذه المجلات وتجنب الانخراط معها يعد خطوة أساسية لصون القيمة العلمية للأبحاث وضمان انتشارها في قنوات أكاديمية موثوقة.


ما هي المجلات الوهمية:

 المجلات الوهمية هي منصات نشر غير موثوقة تدّعي الصفة العلمية والتحكيم الأكاديمي، لكنها في الواقع تفتقر إلى المعايير العلمية والأخلاقية المعتمدة، وتهدف غالبًا إلى تحقيق الربح المادي من الباحثين عبر فرض رسوم نشر دون تقديم مراجعة حقيقية أو تحكيم جاد للأبحاث. وتتميز هذه المجلات بمؤشرات احتيالية مثل غياب هيئة تحرير مؤهلة، وعدم وضوح سياسات النشر، ونشر أعداد كبيرة من الأبحاث في وقت قصير. وتمثل المجلات الوهمية


ما هي مواصفات المجلات الوهمية:

تمثل المجلات الوهمية أحد أخطر التحديات التي تواجه الباحثين في بيئة النشر العلمي، إذ تستهدف استغلال رغبتهم في النشر السريع لتحقيق أرباح مالية دون الالتزام بالمعايير الأكاديمية أو التحكيم العلمي الحقيقي. وفهم خصائص هذه المجلات يعد خطوة أساسية لتجنب الوقوع في فخها، ومن أبرز صفاتها:

  1. تتميز المجلات الوهمية بغياب عملية التحكيم الجاد، حيث يتم قبول الأبحاث خلال فترات زمنية قصيرة جدًا، وأحيانًا خلال أيام قليلة من الإرسال، دون مراجعة علمية دقيقة.
  2. غالبًا ما تكون رسوم النشر فيها مرتفعة بشكل مبالغ فيه، مع عدم وجود مبررات واضحة لهذه الرسوم أو تفاصيل لكيفية استخدامها في دعم العملية التحريرية.
  3. تعاني مواقع هذه المجلات الإلكترونية من ضعف التصميم وغياب المعلومات الأساسية، مثل بيانات الاتصال الحقيقية أو السير الذاتية لأعضاء هيئة التحرير.
  4. تتضمن قوائم هيئة التحرير في المجلات الوهمية أسماء وهمية أو غير معروفة في المجتمع الأكاديمي، وأحيانًا تضع أسماء باحثين حقيقيين دون إذنهم لإضفاء مصداقية زائفة.
  5. تنشر هذه المجلات أبحاثًا في مجالات متعددة وغير مترابطة، ما يعكس غياب التخصص العلمي وافتقارها للرؤية البحثية الواضحة.
  6. لا تكون المجلات الوهمية مدرجة في قواعد البيانات العلمية المرموقة مثل Scopus أو Web of Science، كما قد تتلاعب بادعاء حصولها على معامل تأثير وهمي من جهات غير معترف بها.
  7. تتجنب هذه المجلات الشفافية في عرض سياسات النشر وحقوق المؤلفين، مما يثير الشكوك حول نواياها وأمانة تعاملها مع الأبحاث.


مخاطر النشر في المجلات الوهمية:

يمثل النشر في المجلات الوهمية تهديدًا حقيقيًا للباحثين، إذ لا يقتصر أثره على ضياع الوقت والجهد، بل يمتد ليؤثر سلبًا على السمعة الأكاديمية والمستقبل المهني. وفهم هذه المخاطر أمر ضروري لتجنب الانخراط في منصات نشر غير موثوقة، وتتمثل هذه المخاطر في:

  1. فقدان المصداقية العلمية، حيث يُنظر إلى الأبحاث المنشورة في المجلات الوهمية على أنها تفتقر للتحكيم الجاد والجودة الأكاديمية، مما يضعف ثقة المجتمع العلمي بالباحث.
  2. يؤدي النشر في هذه المجلات إلى استبعاد البحث من قواعد البيانات العالمية المرموقة، ما يحد من انتشاره ويقلل من فرص الاستشهاد به في الدراسات المستقبلية.
  3. قد يتعرض الباحث لرفض أبحاثه المستقبلية في مجلات محكمة معروفة إذا ارتبط اسمه بالنشر في منصات وهمية، مما يعيق مسيرته العلمية على المدى الطويل.
  4. ينطوي النشر الوهمي على خسائر مالية، إذ تفرض هذه المجلات رسومًا مرتفعة دون تقديم خدمة تحكيم أو تحرير حقيقية، ما يجعل الاستثمار فيها غير مجدٍ.
  5. في بعض الحالات، قد تستغل المجلات الوهمية الأبحاث المنشورة لديها بطرق غير قانونية، مثل إعادة نشرها أو بيعها دون إذن المؤلف، مما يشكل انتهاكًا صريحًا لحقوق الملكية الفكرية.
  6. يسهم النشر في هذه المجلات في إضعاف جودة الإنتاج العلمي بشكل عام، إذ يتيح نشر أبحاث غير محكمة أو ضعيفة المنهجية، ما يؤثر سلبًا على تقدم المعرفة في المجال.


كيف يمكن للباحث التأكد من أن بحثه غير وهمي؟

التأكد من أن البحث العلمي غير وهمي يعني ضمان أن جميع بياناته ومصادره ونتائجه تستند إلى حقائق مثبتة وأدلة موثوقة، بعيدًا عن أي افتعال أو تزييف. ويتطلب ذلك التزامًا بالمنهجية العلمية وأخلاقيات البحث منذ مرحلة الفكرة وحتى النشر، وذلك من خلال:

  1. يجب أن تكون البيانات المستخدمة حقيقية ومُستقاة من مصادر معتمدة أو من جمع ميداني موثق، مع الاحتفاظ بالسجلات والأدلة التي تثبت ذلك. فالاعتماد على بيانات غير موثوقة أو غير قابلة للتحقق قد يجعل البحث فاقدًا للمصداقية.
  2. ينبغي للباحث الالتزام بالشفافية في عرض طرق جمع البيانات وتحليلها، بحيث يمكن للآخرين تكرار التجربة أو التحقق من النتائج. هذا الوضوح يعزز من موثوقية البحث ويبعده عن شبهة الوهمية.
  3. مراجعة الأدبيات السابقة والتأكد من توافق البحث مع السياق العلمي القائم أمر أساسي، إذ يساعد على كشف أي فجوات أو تناقضات غير مبررة في العمل البحثي.
  4. يمكن للباحث استخدام برامج كشف الانتحال للتأكد من أصالة النص، وعرض العمل على خبراء أو مشرفين أكاديميين قبل النشر، لضمان أن النتائج قائمة على أسس واقعية ومعايير علمية سليمة.


ما هي المواقع المتخصصة التي تساعد الباحثين في اختيار المجلات المناسبة للنشر؟

اختيار المجلة العلمية المناسبة للنشر خطوة حاسمة لنجاح عملية النشر، وهناك منصات وأدوات إلكترونية تساعد الباحثين على مطابقة موضوع بحثهم مع المجلات التي تستهدف نفس المجال، مع عرض بيانات عن معامل التأثير، وسياسات النشر، ومتطلبات التقديم، ومن أبرز هذه المواقع:

1- Elsevier Journal Finder

تتيح هذه الأداة للباحث إدخال عنوان وملخص بحثه ليحصل على قائمة بالمجلات المقترحة ضمن قاعدة بيانات Elsevier، مع معلومات عن معامل التأثير ومتطلبات النشر.

2- Springer Journal Suggester

توفر خدمة مجانية لمطابقة محتوى البحث مع مجلات Springer وNature، مع عرض بيانات حول سرعة المراجعة ونسبة القبول.

3- IEEE Publication Recommender

مخصصة للمجالات الهندسية والتقنية، وتساعد الباحث في العثور على المجلات أو المؤتمرات التابعة لـ IEEE الأنسب لبحثه.

4- Wiley Journal Finder

تسمح بإدخال بيانات البحث للحصول على اقتراحات من مجلات Wiley، مع إمكانية تصفية النتائج حسب الوصول المفتوح أو النشر التقليدي.

5- Scopus Sources

توفر قاعدة بيانات Scopus إمكانية البحث عن المجلات حسب التخصص ومعامل التأثير ونطاق التغطية الجغرافي.

6- Web of Science Master Journal List

تمكن الباحث من البحث عن المجلات المفهرسة في Web of Science، مع عرض تصنيفاتها ومجالات تغطيتها.

7- DOAJ (Directory of Open Access Journals)

مفهرس عالمي للمجلات العلمية ذات الوصول المفتوح، يساعد على العثور على مجلات مجانية أو منخفضة الرسوم في مختلف المجالات.


الخاتمة:

في الختام، يتضح أن فهم كيفية التعامل مع المجلات الوهمية يمثل خط الدفاع الأول لحماية الإنتاج العلمي من الاستغلال وفقدان المصداقية. فالوعي بمؤشرات الاحتيال، والتحقق من فهرسة المجلة في قواعد البيانات المعترف بها، والتدقيق في آلية التحكيم وسياسة النشر، كلها خطوات أساسية لتجنب الوقوع ضحية لهذه المنصات. إن التزام الباحثين بهذه الممارسات يضمن نشر أبحاثهم في قنوات علمية موثوقة، ويحافظ على سمعتهم الأكاديمية، ويسهم في ترسيخ معايير النشر الرصين داخل المجتمع العلمي.


تعليقات