ما الفرق بين المجلات المصنفة والمفترسة ؟
في ظل تزايد أهمية النشر العلمي كوسيلة لإثبات الجدارة الأكاديمية وضمان الترقية أو الحصول على التمويل، ظهر نوعان من المجلات العلمية: المجلات المصنفة التي تخضع لمعايير الجودة العلمية العالمية، والمجلات المفترسة التي تستغل الباحثين وتهدد نزاهة البحث العلمي. يتناول هذا المقال توضيح الفروق بين النوعين، ويهدف إلى توعية طلاب الدراسات العليا والباحثين بمخاطر المجلات المفترسة وسبل تجنبها، وأهمية النشر في مجلات مصنفة معتمدة.
ما تعريف المجلات المصنفة؟
المجلات المصنفة هي الدوريات العلمية المحكمة التي تم تقييمها واعتمادها ضمن قواعد بيانات عالمية معترف بها مثل ISI (Web of Science) أو Scopus. تخضع هذه المجلات لمعايير صارمة من حيث جودة المحتوى، ونزاهة التحكيم، وانتظام النشر، وتأثيرها العلمي في مجال التخصص. ويُعتبر النشر فيها مؤشرًا على جودة البحث ورصانته، كما تُستخدم في تقييم أداء الباحثين والمؤسسات الأكاديمية في التصنيفات العالمية.
ما تعريف المجلات العلمية المفترسة؟
المجلات المفترسة هي منشورات توهم الباحثين بأنها علمية ومحكمة بينما هي في الحقيقة تسعى لتحقيق الربح دون تقديم مراجعة علمية حقيقية أو احترام أخلاقيات النشر. تنشر هذه المجلات الأبحاث دون تدقيق علمي، وغالبًا ما تطلب رسومًا مالية مقابل النشر السريع دون ضمانات للجودة أو الاعتراف الأكاديمي.
ما أسباب ظهور المجلات المفترسة؟
شهد النشر العلمي تطورًا كبيرًا مع ازدياد عدد المجلات الإلكترونية، لكن هذا التطور صاحبته ظاهرة انتشار المجلات المفترسة التي تفتقر إلى المعايير الأكاديمية والمهنية. فهم أسباب ظهور هذه المجلات يساعد الباحثين والمؤسسات الأكاديمية على تجنب الوقوع في فخ النشر غير الموثوق به، وترجع أسباب ظهور مثل هذه المجلات للآتي:
- ارتفاع الطلب على النشر العلمي من قبل الباحثين، مما دفع بعض الناشرين إلى استغلال هذا الطلب لتحقيق أرباح سريعة دون الالتزام بمعايير الجودة.
- سهولة إنشاء المجلات الإلكترونية وتكاليف تشغيل منخفضة مقارنة بالمجلات التقليدية، ما شجع على ظهور مجلات غير شرعية.
- قلة الوعي بين بعض الباحثين حول خصائص المجلات المفترسة وكيفية التمييز بينها وبين المجلات العلمية الحقيقية.
- عدم وجود رقابة أو تنظيم فعّال من قبل الهيئات العلمية والمكتبات على جودة المجلات المنشورة إلكترونيًا.
- الرغبة في الحصول على نشر سريع وسهل، خاصةً في بيئات تنافسية تضع ضغطًا على الباحثين لنشر أكبر عدد من الأوراق.
- استخدام بعض المجلات المفترسة لأساليب تسويق مضللة تجذب الباحثين دون توفير مراجعة علمية حقيقية.
- نقص التمويل والدعم للمجلات العلمية الحقيقية، مما يجعل الباحثين عرضة للجوء إلى المجلات المفترسة كخيار بديل.
- ضعف نظام التحكيم العلمي في بعض المؤسسات أو عدم تطبيقه بشكل صارم، ما يخلق بيئة ملائمة للمجلات المفترسة.
- انتشار المعلومات الخاطئة على الإنترنت التي تقلل من حساسية الباحثين تجاه مخاطر المجلات المفترسة.
- عدم وجود تعليم كافٍ حول أخلاقيات النشر وأهمية الجودة في النشر العلمي داخل بعض الأوساط الأكاديمية.
من هم ضحايا المجلات المفترسة؟
1- الباحثون الجدد والمبتدئون
2- الباحثون في الدول النامية
3- الأكاديميون الذين يعانون من ضغوط النشر
4- الطلاب وطلبة الدراسات العليا
5- الباحثون غير المتخصصين في مجالهم
6- الذين يبحثون عن النشر السريع دون مراجعة
7- الأكاديميون الذين يفتقرون إلى الدعم المؤسسي
8- الباحثون الذين يفتقرون إلى التوعية
ما نتيجة النشر في المواقع المزورة للمجلات المفترسة؟
- فقدان مصداقية الباحث بسبب ارتباطه بمنشورات غير موثوقة ولا تخضع لمراجعة علمية حقيقية.
- عدم اعتراف الجهات الأكاديمية والبحثية بهذه المنشورات، مما يقلل من قيمة البحث عند التقديم للوظائف أو الترقيات.
- عدم إمكانية إعادة نشر البحث في مجلات علمية معترف بها، حيث تُعتبر هذه الممارسات نوعًا من الانتحال أو التكرار غير المشروع.
- انتشار المعلومات غير الدقيقة أو المغلوطة التي قد تضر بالمجال العلمي والمجتمع بسبب عدم مراجعتها بشكل مناسب.
- تعرض الباحث لمخاطر قانونية وأخلاقية بسبب النشر غير المشروع والتلاعب بالمعلومات.
- فقدان فرص التعاون البحثي والتمويل الأكاديمي نتيجة فقدان الثقة من قبل المؤسسات العلمية.
- إهدار الوقت والجهد والمال الذي تم استثماره في البحث دون تحقيق نتائج علمية معتبرة.
- تعرض سمعة الجامعة أو المؤسسة الأكاديمية التي ينتمي إليها الباحث للخطر.
- تقليل فرص الباحث في الانضمام إلى المجلات العلمية المعترف بها أو المشاركة في المؤتمرات المرموقة.
- تعزيز ظاهرة النشر غير الأخلاقي التي تؤثر سلبًا على تطور البحث العلمي وسمعته.
كيفية أميز بين المجلة المفترسة الوهمية والمجلة الأصلية؟
1- التحقق من فهرسة المجلة في قواعد البيانات المعتمدة
2- تقييم موقع المجلة الإلكتروني
3- فحص جودة التحكيم العلمي
4- الرسوم والتكاليف
5- التواصل مع هيئة التحرير
6- مراجعة أعداد ومقالات سابقة
7- تقييم سرعة النشر والوعود الزائدة
8- استخدام قوائم التحذير والأدلة الرسمية
كيف تساعدك منصة أطروحة للتصدي للمجلات المفترسة من خلال خدمة النشر العلمي؟
- التأكد من فهرسة المجلات المختارة في قواعد بيانات معتمدة دوليًا.
- تجنّب المجلات الوهمية والمفترسة التي تستغل الباحثين ماديًا وأكاديميًا.
- مراجعة شاملة للبحث من حيث اللغة والمنهج والاقتباس العلمي.
- إعداد خطاب التغطية ومتابعة إجراءات النشر حتى القبول النهائي.
- إشراف أكاديمي متخصص لضمان التوافق مع المعايير الأخلاقية والعلمية للنشر.