📁 المقالات الحديثة

5 خطوات مفيدة لتقليل نسبة الاقتباس باحترافية

 

خطوات تقليل نسبة الاقتباس في البحث

ما هي نسبه الاقتباس وكيفية تقليلها

يُعدّ الاقتباس عنصرًا جوهريًا في البناء المعرفي لأي عمل بحثي، حيث يعكس اطلاع الباحث على الأدبيات السابقة، ويسهم في تدعيم حججه العلمية بأفكار موثوقة ومصادر معتمدة. إلا أن الإفراط في استخدام الاقتباسات أو الاعتماد المفرط على النصوص المنقولة قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة التشابه أو الاستلال، ما يُعرّض العمل الأكاديمي إلى مشكلات تتعلق بالنزاهة العلمية ويقلل من فرص قبوله للنشر أو التقييم. وفي ظل تطور أدوات فحص الاستلال وتزايد متطلبات الجامعات والمجلات العلمية في ضبط نسبة الاقتباس، بات من الضروري أن يُلمّ الباحث بأساليب الاقتباس السليمة وطرق تقليل نسبته دون الإخلال بجودة البحث ومصداقيته

مفهوم الاقتباس

الاقتباس في البحث العلمي هو استخدام الباحث لأفكار أو عبارات أو نتائج توصل إليها باحثون آخرون، بهدف تدعيم رؤيته أو توضيح نقطة معينة. ويُعد الاقتباس عنصرًا أساسيًا في العمل الأكاديمي، لأنه يعكس اطلاع الباحث على الأدبيات السابقة. ولكن لا بد من أن يتم ذلك ضمن ضوابط علمية وأخلاقية واضحة، أهمها التوثيق السليم للمصدر الأصلي.

أنواع الاقتباس

يشكل الاقتباس أحد الأعمدة الأساسية في منهجية البحث العلمي، وتتنوع أنواعه بحسب الطريقة التي يُستخدم بها النص المقتبس. ومن الضروري أن يكون الباحث على دراية تامة بهذه الأنواع حتى يستخدمها بوعي واحترافية، بما يحافظ على أصالة البحث ويجنّبه الوقوع في شبهة السرقة الأدبية. ويمكن تصنيف الاقتباس إلى عدة أنواع رئيسية وفرعية، منها:

1. الاقتباس المباشر (Direct Quotation)

يُقصد به نقل النص من المصدر الأصلي كما هو حرفيًا دون أي تعديل أو تغيير، ويُوضع بين علامتي تنصيص ""، مع الإشارة إلى المرجع الكامل بطريقة واضحة. ويُستخدم هذا النوع من الاقتباس عندما:

  1. يكون التعبير في المصدر الأصلي دقيقًا ولا يمكن صياغته بشكل أفضل.
  2. يرغب الباحث في تحليل الأسلوب أو اللغة المستخدمة في النص الأصلي.
  3. يكون النص المقتبس جزءًا من تعريف أو قانون أو مقولة شهيرة يصعب تغييرها.

ومع أهمية هذا النوع، إلا أن الإفراط في استخدامه يرفع من نسبة التشابه في التقرير النهائي، لذا يُنصح بالاكتفاء به في حالات الضرورة فقط.

2. الاقتباس غير المباشر (Paraphrasing)

وهو الأكثر شيوعًا وأمانًا من حيث نسبة الاقتباس. ويتمثل في إعادة صياغة فكرة أو معلومة من مصدر معين بكلمات وأسلوب الباحث نفسه، دون تغيير المعنى. ويتطلب هذا النوع فهمًا عميقًا للنص الأصلي، وقدرة لغوية على إعادة التعبير بشكل مستقل.

ويجب في هذا النوع أيضًا توثيق المصدر، حتى وإن لم يكن هناك نقل حرفي، لأن الفكرة في الأساس منقولة من مصدر خارجي. ويُعد الاقتباس غير المباشر من الأدوات الفعالة لتقليل نسبة الاستلال في البحوث العلمية.

3. الاقتباس الجزئي (Partial Quotation)

يحدث عندما يدمج الباحث جزءًا من النص الأصلي ضمن جمله الخاصة. على سبيل المثال، يمكن للباحث أن يقتبس عبارة أو مصطلحًا داخل جملة من إنشائه، مع وضع المقتبس بين علامات تنصيص. ويُستخدم هذا النوع عادةً عند الحاجة إلى تضمين مصطلح دقيق أو تعبير مميز ضمن السياق التحليلي.

4. الاقتباس المدمج (Integrated Quotation)

في هذا النوع، يتم دمج النص المقتبس مع النص الأصلي بشكل سلس، بحيث لا يشعر القارئ بوجود فاصل واضح بين كلام الباحث والنص المنقول. ويُشترط أن يكون هذا الدمج لغويًا ومنطقيًا دون الإخلال بسياق الجملة أو المعنى.

5. الاقتباس من اقتباس (Secondary Quotation)

ويُستخدم هذا النوع عندما ينقل الباحث فكرة أو عبارة اقتُبست في مصدر ثانٍ من مصدر أصلي لم يتمكن الباحث من الرجوع إليه مباشرة. في هذه الحالة، يجب الإشارة إلى أن الاقتباس مأخوذ من مصدر ثانوي، باستخدام عبارات مثل: (كما ورد في...)، مع توثيق المصدر الذي استُقي منه النص.

لكن يُنصح بالرجوع إلى المصدر الأصلي كلما كان ذلك ممكنًا، لأنه أكثر دقة وموثوقية.

6. الاقتباس الطويل (Block Quotation)

ويُستخدم عند نقل فقرة طويلة نسبيًا (غالبًا ما تزيد عن 40 كلمة)، ويُعرض هذا النوع بطريقة منفصلة عن النص، من خلال كتابته في فقرة مستقلة مع تباعد أكبر وهوامش داخلية، وغالبًا دون علامات تنصيص، على أن يُذكر المصدر في نهاية الفقرة. ويُفضل تجنّب هذا النوع ما لم يكن ضروريًا، لأن تكراره يرفع نسبة الاقتباس ويُضعف من حضور صوت الباحث في النص.


قواعد الاقتباس

من أهم القواعد التي يجب مراعاتها عند الاقتباس:

  1. عدم استخدام النصوص المطولة من المصادر الأصلية دون داعٍ.
  2. توثيق المصدر بشكل دقيق وفقًا لنظام التوثيق المعتمد (APA، MLA، Chicago...).
  3. ضرورة الموازنة بين الاقتباس والتحليل الشخصي للباحث.
  4. الابتعاد عن النسخ الحرفي الطويل الذي قد يُعد نوعًا من السرقة الأدبية حتى لو تم توثيقه.

كيفية تقليل نسبة الاقتباس

يمكن تقليل نسبة الاقتباس من خلال عدد من الاستراتيجيات، منها:

  1. إعادة الصياغة: أي التعبير عن الفكرة بأسلوب جديد يعكس فهم الباحث للنص.
  2. التحليل والمناقشة: بدلاً من الاكتفاء بنقل الأفكار، يمكن مناقشتها وإضافة رأي الباحث فيها.
  3. الاقتباس غير المباشر: كما ذُكر سابقًا، هو أكثر قبولًا من الاقتباس المباشر.
  4. الاعتماد على نتائج وأمثلة أصلية: بدلًا من نقل نتائج دراسات أخرى، يمكن للباحث تضمين بياناته أو تحليلاته الخاصة.

كيفية تحرير النسخ لتقليل نسبة الاقتباس

يُقصد بتحرير النسخ تعديل المحتوى بطريقة تُقلل من التطابق مع النصوص الأخرى. وتشمل هذه العملية:

  1. استخدام مرادفات لغوية.
  2. تغيير تركيب الجمل دون الإخلال بالمعنى.
  3. تفكيك الجمل المعقدة وإعادة تنظيمها.
  4. الدمج بين أكثر من مصدر لصياغة فكرة جديدة ناتجة عن التحليل الشخصي.

كما يُنصح باستخدام أدوات فحص الاستلال بعد كل تعديل، للتأكد من فاعلية التغييرات في تقليل نسبة الاقتباس.


كيف تكتب مادة باقتباسات قليلة؟

لكتابة مادة بحثية تقل فيها الاقتباسات، ينبغي:

  1. الاعتماد على الفهم العميق للموضوع وتوليد أفكارك الخاصة.
  2. تلخيص الفقرات الطويلة من المصادر بأسلوبك.
  3. إدراج التحليلات والنقد الشخصي لكل مرجع تستخدمه.
  4. تجنب الاعتماد المفرط على مصدر واحد.

من المهم أن يكون للباحث صوت علمي مستقل، يظهر في طريقة عرضه للمادة واختياره للأفكار وشرحها.


نسبة الاقتباس المسموح بها في المادة العلمية

تختلف نسبة الاقتباس المسموح بها بحسب الجهة الأكاديمية أو الدورية العلمية، لكنها عادةً تكون:

  1. في رسائل الماجستير والدكتوراه: غالبًا ما تتراوح بين 15% إلى 25%.
  2. في الأبحاث المنشورة بالمجلات المحكمة: لا تتجاوز عادة 10% إلى 15%.
  3. في المقالات العلمية القصيرة أو المؤتمرات: قد يُشترط ألا تزيد عن 10%.

ويُراعى في ذلك نوع الاقتباس، ومدى توثيقه، ومدى مساهمة الباحث الشخصية في المادة المكتوبة.


أفضل الأدوات المستخدمة لتحديد نسبة الاقتباس في البحث العلمي

هناك العديد من الأدوات التي تساعد على فحص الاستلال وتحديد نسبة الاقتباس، ومن أبرزها:

  1. Turnitin: من أشهر وأدق أدوات كشف الاقتباس على مستوى العالم الأكاديمي.
  2. iThenticate: يُستخدم من قِبل المجلات العلمية والمراكز البحثية.
  3. PlagScan: يقدم تقارير مفصلة ومناسبة للمؤسسات التعليمية.
  4. Grammarly Premium: يقدم خاصية فحص السرقة الأدبية إلى جانب التدقيق اللغوي.
  5. Quetext: أداة سهلة الاستخدام وفعالة في الكشف عن التطابق.
  6. Duplichecker و Small SEO Tools: أدوات مجانية ومفيدة للفحص الأولي للنصوص.


أبرز المشاكل التي قد تواجهها عند تحديد نسبة الاقتباس وكيفية حلها

من بين المشاكل الشائعة:

  1. التطابق غير المقصود مع العبارات الشائعة: ويمكن حله بإعادة الصياغة أو إضافة توضيحات.
  2. عدم التفرقة بين الاقتباس المباشر وغير المباشر: الحل يكمن في استخدام التوثيق المناسب لكل نوع.
  3. عدم دقة الأدوات المجانية: يُفضل الاعتماد على الأدوات المدفوعة أو خدمات فحص موثوقة.
  4. تشابه الأسلوب مع مصادر سابقة: وهذا قد يُعالج بتحسين الأسلوب الكتابي للباحث وتفادي القوالب الجاهزة.


الاقتباس غير المباشر

يُعد الاقتباس غير المباشر من الوسائل الفعالة في دعم الأفكار دون زيادة نسبة التطابق. وهو يتطلب فهمًا عميقًا للمصدر الأصلي، وقدرة على إعادة إنتاج الفكرة بلغة جديدة. ويُفضل استخدام هذا النوع من الاقتباسات عند الحاجة إلى عرض فكرة دون الالتزام بنقل النص الحرفي.

ومن مزاياه:

  1. تقليل نسبة الاقتباس.
  2. إبراز فهم الباحث للمادة.
  3. زيادة القيمة التحليلية للنص.

الاقتباس من مصادر متعددة

يُعتبر تنوع المصادر في البحث العلمي من علامات الجودة. وعند الاقتباس من مصادر متعددة، يُستحسن:

  1. الدمج بين الأفكار المختلفة لصياغة رؤية شاملة.
  2. توثيق كل مصدر بشكل منفصل ودقيق.
  3. تجنب الاعتماد المفرط على مصدر واحد لتفادي التكرار والتطابق.

هذا الأسلوب يُسهم في بناء مادة علمية متوازنة، ويقلل من نسبة الاستلال نتيجة تكرار نفس العبارات أو الأسلوب.

طلب خدمة تقليل نسبة الاقتباس

تُعدّ خدمات تقليل نسبة الاقتباس من الخدمات الأكاديمية الضرورية للباحثين وطلبة الدراسات العليا، خاصةً عند إعداد رسائلهم العلمية أو مقالاتهم البحثية. وتكمن أهمية هذه الخدمة في مساعدتهم على اجتياز شروط النشر الأكاديمي أو متطلبات الجامعات التي غالبًا ما تشترط ألا تتجاوز نسبة الاقتباس حدًا معينًا. وتقوم هذه الخدمة على مراجعة النصوص وتحريرها بهدف تقليل التطابق مع المصادر الأخرى، من خلال إعادة الصياغة، وتوضيح الاقتباسات، وتحسين التوثيق.

خدمة تقليل نسبة الاقتباس

خاتمة

تُعد نسبة الاقتباس من المؤشرات المهمة على أصالة العمل العلمي وجودته. لذا، فإن فهم ماهية الاقتباس، وأنواعه، وقواعده، ومعرفة الطرق الفعالة لتقليل نسبته، يُعد أمرًا أساسيًا لكل باحث يسعى إلى إنتاج عمل علمي موثوق، قابل للنشر، ويحترم المعايير الأكاديمية. وباستخدام الأدوات المناسبة، والتقنيات اللغوية، والممارسة المستمرة، يمكن للباحث أن يتقن مهارة الكتابة العلمية الأصيلة التي تقوم على التحليل والإبداع، لا على النسخ والتكرار


تعليقات