📁 المقالات الحديثة

التعلم النشط أساسياته ومفاهيمه

التعلم النشط

التعلم النشط أساسيات ومفاهيم

 في ظل التطور المعرفي الذي يشهده العالم بطريقة سريعة مما أدى إلى تراكم المعرفة أصبح الحاجة إلى وجود سبل واستراتيجيات تعلم جديدة أمرًا ملحًا في العملية التربوية، وذلك من أجل تحسين طرق نقل المعرفة وتحسين إمكانات المتعلمين وزيادة معدلات تحصيلهم الدراسي.
لذلك سنتناول في هذا المقال مفاهيم وأساسيات التعلم النشط وأهم مميزاته وخصائصه والتحديات التي يواجها في التطبيق بالعملية التعليمية.

مفهوم التعلم النشط:

التعلم النشط هو التعلم الذي يعني ببساطة إشغال المتعلم بشكل مباشر ونشط في عملية التعلم ذاتها، وهنا يركز على قيام المتعلم بالعمل في مختلف الأنشطة التي تنفذ داخل غرفة الصف، وألا يكون عمل المتعلم مقتصرًا على استقبال المعلومة اللفظية والمرئية فقط، بل يستقبل ويشارك ويفكر ويبتكر.

تعريف التعلم النشط:

التعلم النشط هو "البيئة التعليمية التي تتيح للطلاب التحدث والإصغاء الجيد والقراءة والكتابة والتأمل العميق، من خلال استخدام تقنيات وأساليب متعددة مثل حل المشكلات، والمجموعات الصغيرة، والمحاكاة، ودراسة الحالة، ولعب الدور، وغيرها من الأنشطة، التي تتطلب من الطلاب تطبيق ما تعلموه في عالمهم الخارجي.

خصائص التعلم النشط:

يتميز التعلم النشط بمجموعة من الخصائص التي تجعل استراتيجياته وأساليبه محورًا مهمًا في العملية التعليمية وهي:
  1. التركيز على مسؤولية الطلاب ومبادراته في الحصول على التعلم واكتساب المهارات المختلفة.
  2. الاهتمام باستراتيجيات التعلم وكذلك التفكير والتأمل بخطوات التعلم وبالمهارات فوق المعرفية.
  3. الاهتمام بالأنشطة والواجبات والمشاريع الهادفة، التي تركز على حل المشكلات، ومن ثم التوصل إلى نتائج تعليمية ذات قيمة.
  4. اعتبار المعلم كميسر وموجه ودليل لكل من المعارف والمعلومات وليس مصدرًا لها، مما يتطلب إجراء مناقشات كثيرة بين المعلمين والمتعلمين.
  5. الاهتمام بالتعلم الذي يعتمد على محتوى تعليمي أصيل وصحيح ومرتبط بمشكلات العلم الحقيقية.
  6. الاهتمام بالتعلم التعاوني.
  7. يتم البناء المعرفي للطلاب في التعلم النشط اعتمادًا على الخبرات التعليمية السابقة وإضافة المزيد منها بشكل حلزوني من أجل التعمق.
  8. تتطلب المشاريع الناجحة في التعلم النشط الرجوع إلى مشاريع أخرى ذات علاقة والخروج خارج القاعات الدراسية لمشاركة الآخرين أو التعاون معهم.
  9. وجود جانب المرح الإيجابي في فعاليات التعلم النشط.
  10. التركيز على الإبداع والإلهام وتشجيع التفكير الابتكاري لدى الطالب، مما يجعل منه باحثًا صغيرًا يربط بين الأسباب والنتائج، ويفسر الظواهر ويبحث عن مسبباتها.
  11. الاهتمام بالتغذية الراجعة المستمدة من الخبرات التعليمية.
  12. التركيز على التحدي القابل للتنفيذ مع وجود دعم مناسب وتوقعات عالية.
  13. الاهتمام بالمجالات الجسيمة والعاطفية والعقلية، ومن ثم السعي نحو تحقيق النمو المتكامل والشامل لدى الطالب.

عناصر التعلم النشط:

التعلم النشط يتضمن عددٍ من العناصر التي تلعب دورًا كبيرًا في تطبيقه، ولها أهمية كبيرة في إتمام عملية التعلم بشكلها الأفضل، على الرغم من أن لكل من هذه العناصر دوره وأهميته إلا أنها متكاملة وتدعم بعضها البعض:

1- الاستماع والإصغاء:

 يجب أن يستمع الطالب جيدًا إلى المعلم أو إلى غيره من الطلاب، وأن يكون منصتًا جيدًا، وذلك من أجل الحصول على المعلومة بشكل سليم ودون تشويش.

2- المناقشة: 

هنا يبرز دور الطالب في مناقشته للمعلومات الواردة والتعبير عن رأيه فيها سواء كان بالاتفاق مع غيره من الطلبة أو بالاختلاف معهم مع وجوب المحافظة على شروط المناقشة الأساسية من احترام رأي الآخرين والالتزام بدوره في المناقشة.

3- التأمل:

من خلال التأمل يستطيع الطالب التفكير جيدًا بالمعلومات الواردة إليه أو المعلومات التي سمعها، للتمكن من الرد عليها بشكل صحيح.

4- الكتابة:

كتابة المعلومات والملاحظات التي يحصل عليها، وكتابة رؤوس أقلام بعض الموضوعات لمناقشتها وتنظيمها بشكل محدد، لمناقشتها لاحقًا مع أقرانه في الصف وبتسلسل محدد ومناسب للموضوع الأساسي.

5- القراءة:

القراءة تعد مطلب أساسي لزيادة المعرفة بالموضوعات التي تطرح سواء أكانت من قبل المعلم أو الطلاب في الصف.

6- الممارسة:

من الممكن أن تكون مماسة الاستراتيجيات الخاصة بالتعلم النشط والأساليب التي تعلمها الطلاب من أجل التمكن وتثبيتها لديه.

7- الدافعية الداخلية:

هي من المطالب الأساسية لعملية التعلم فهي المحرك والقوة التي تدفع الطالب للتعلم والإنجاز.

أهمية التعلم النشط في العملية التعليمية:

التعلم النشط واستراتيجياته لها دور كبير وفعال في العلمية التعلمية مما يعكس أهميته والتي يمكن توضيحها من خلال النقاط التالية:
  1. يساعد التعلم النشط الطلاب على التعلم الجيد، فهو مكون من أساليب وأنشطة مختلفة تدعم الطالب في مراحل تعلمه.
  2. يساعد الطلاب على تعلم المعلومات والأفكار والمهارات الأكاديمية والاجتماعية والإبداعية وفق إطار متكامل.
  3. يساعد الطلاب على فهم أنفسهم وبيئتهم على نحوٍ أفضل.
  4. يجعل البيئة التعلمية بيئة يسودها المرح والعمل التعاوني، مما يجعلها بيئة لها قابلية كبيرة لدى الطلاب.
  5. المساهمة في تنمية العلاقات الاجتماعية بين الطلاب.
  6. تنمية قدرات الطلاب المختلفة مثل القدرة على النقاش والقدرة على اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى تعزيز الثقة بالنفس، وتنمية الدافعية للعمل والإنجاز.
  7. يعزز من الاندماج بالعمل، ويجعل الطالب حريص على اتباع القواعد والضوابط في العمل.
  8. يساعد التعلم النشط في تطوير المناهج وفق أساليب تتوافق مع قدرات الطلاب وإمكاناتهم.
  9. يعتبر التعلم النشط تحديًا للمعلم من حيث اختيار الأنشطة التعليمية التي تتناسب مع الموقف التعليمي.

أهداف التعلم النشط:

بجانب أهمية التعلم النشط الكبيرة في العلمية التعليمية، بهدف التعلم النشط إلى العديد من الأمور والأساسيات التي بدورها تحسن من العملية التعليمية، وتتبلور أهدافه في:
  1. تشجيع مهارات التفكير الناقد.
  2. تدريب الطلاب على القراءة الناقدة والمتفحصة.
  3. تحقيق الأهداف التربوية عن طريق التنوع في الأنشطة التعليمية.
  4. دعم الثقة بالنفس لدى الطلاب نحو ميادين المعرفة المختلفة.
  5. مساعدة الطلاب على ترتيب الأولويات في القضايا المهمة.
  6. تشجيع الطلاب على طرح الأسئلة.
  7. تشجيع الطلاب على حل المشكلات.
  8. تحديد كيفية التعلم للمواد الدراسية المختلفة.
  9. قياس قدرة الطلاب على بناء الأفكار الجديدة وتنظيمها.
  10. تشجيع الطلاب على التعلم الذاتي.
  11. إكساب الطلبة مهارة التعاون والتفاعل والتواصل مع الآخرين.
  12. إكساب الطلاب مهارات ومعارف واتجاهات مرغوب فيها ومرورهم بخبرات تعليمية وحياتية واقعية.
  13. إكساب الطلاب مهارة التفكير العليا كالتحليل والتركيب والتقويم.

ما الفرق بين بيئة التعلم النشط وبيئة التعلم التقليدي:

يمكن توضيح الفرق بين التعلم النشط والتعلم التقليدي من خلال خمسة محاور رئيسة وهي:

أولًا: طبيعة المنهج:

  • التعلم النشط: يعتبر المقرر الدراسي جزء ممن المنهج ويتسم بالمرونة والقابلية للتعديل، ويركز على التكيف، ويهتم بطريقة تفكير الطالب.
  • التعلم التقليدي: المقرر الدراسي مقرر للمنهج، ثابت لا يقبل التغيير، ويركز على الكم الذي يتعلمه الطالب ليس على الكيف.

ثانيًا: تخطيط المنهج:

  • التعلم النشط: يشارك في إعداد المنهج جميع أطراف العملية التعليمية المؤثرة والمتأثرة به، ويشمل جميع عناصر المنهج والمتعلم هو محور المنهج.
  • التعلم التقليدي: يعده المتخصصون في المادة الدراسية، ويركز على اختيار المادة الدراسية، والمادة الدراسية هي محور المنهج.

ثالثًا: الأهداف والتعليمات:

  • التعلم النشط: الأهداف معلنة للطلاب ويشاركون في وضعها وتخطيطها، كما يشترك الطالب مع المعلم في وضع التعليمات والضوابط.
  • التعلم التقليدي: الأهداف غير معلنة للطلاب، وبالنسبة للضوابط والتعليمات يقوم المعلم بإصدارها بنفسه.

رابعًا: دور المعلم:

  • التعلم النشط: له دور متعدد كونه عنصر محفز وموجه ومصدر للخبرة المرجعية للطلاب، وعلاقته تقوم على الانفتاح والثقة والاحترام، ويشجع الطلاب على التعاون في اختيار الأنشطة وطرق ممارستها.
  • التعلم التقليدي: المعلم ناقل للمعلومات وملقن للطلاب، وتتمثل علاقته بالطالب كونها تسلطيه، ويشجع الطلاب على التنافس في حفظ المادة.

خامسًا: دور المتعلم:

  • التعلم النشط: يستطيع الطلاب التقدم في الدراسة حسب معدل التعلم، ولهم حرية تخطي بعض الأجزاء السهلة بالنسبة لهم طالما أتقن التعلم.
  • التعلم التقليدي: الطالب سلبي وذلك من خلال الاستماع فقط للمعلم أو القراءة في الكتاب المقرر، ويحكم عليه بمدى نجاحه في امتحانات المواد الدراسية.

مرجعية المقال:

المصالحة، حسن، وأبو الحاج، سها. (2016). استراتيجيات التعلم النشط أنشطة وتطبيقات عملية. مركز ديبونو لتعليم التفكير.


تعليقات