ما هو التحصيل الدراسي وأهميته للطلاب
التحصيل الدراسي هو عملية تقييم مدى اكتساب الطالب للمعرفة والمهارات الأكاديمية ضمن إطار معين من المناهج الدراسية، حيث يعد التحصيل الدراسي مؤشراً رئيسياً على مدى نجاح العملية التعليمية وقدرة الطالب على استيعاب المفاهيم الأكاديمية وتطبيقها في مواقف مختلفة، وتنعكس أهمية التحصيل الدراسي على العديد من الجوانب في حياة الطالب، فهو لا يقتصر على كونه معيارًا للنجاح الأكاديمي فحسب، بل يمثل أيضًا بوابة نحو فرص تعليمية ومهنية أوسع في المستقبل؛ علاوة على ذلك، يسهم التحصيل الدراسي الجيد في تعزيز الثقة بالنفس وبناء المهارات الحياتية الضرورية، مما يمكّن الطالب من مواجهة التحديات المختلفة وتحقيق النجاح على المستويين الشخصي والاجتماعي.
ما هو التحصيل الدراسي؟
التحصيل الدراسي هو المعدل التراكمي الفصلي (GPA) المستند إلى السجلات الأكاديمية الرسمية للطالبات، حيث يتم حسابه عن طريق قسمة مجموع النقاط التي حصلت عليها الطالبة في جميع المقررات الدراسية التي درستها منذ التحاقها بالكلية على مجموع الوحدات (الساعات) المقررة لهذه المقررات.
يُعتبر التحصيل الدراسي أحد المؤشرات البارزة لنجاح المؤسسات التعليمية وهدفاً رئيسياً تسعى لتحقيقه، وفي مفهومه التقليدي الشائع بين المعلمين وأولياء الأمور والطلاب، يُنظر إلى التحصيل الدراسي على أنه مدى استيعاب الطلاب للمعارف الأساسية في المواد الدراسية وقدرتهم على النجاح في الاختبارات المدرسية، فهذا الفهم التقليدي يركز بشكل رئيسي على الجانب المعرفي دون أن يشمل الجوانب الأخرى مثل المهارات والاتجاهات.
يشمل التحصيل الدراسي كل ما يكتسبه الطالب من معارف ومهارات واتجاهات نتيجة الخبرات التعليمية التي مر بها؛ لغوياً، يتجاوز مصطلح التحصيل مجرد الإنجاز الأكاديمي ليشمل أي نجاح أو إنجاز في مختلف مجالات الحياة، سواء كانت مادية أو معنوية.
وفقاً لقاموس المورد، تحمل كلمة "تحصيل" معانٍ متعددة، مثل: الاكتساب، الإحراز، الإنجاز، بلوغ هدف، وإتمام مهمة.
ما هي أهمية التحصيل الدراسي؟:
- يُعتبر التحصيل الدراسي المرتفع هدفًا أساسيًا لكل من الفرد والمجتمع، حيث يسهم بشكل كبير في تحقيق الذات وتكيُّف الفرد نفسيًا واجتماعيًا، مما يُعزِّز شعوره بالرضا والسعادة نتيجة لإنجازاته الأكاديمية.
- أكدت ديفين (1982) أن الطلاب الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الإنجاز في مادة الحساب لديهم مفهوم إيجابي نحو ذواتهم.
- أظهرت دراسة براور (1981) وجود علاقة إيجابية بين مفهوم الذات والدرجات التي حصل عليها تسعون طالبًا كانوا يدرسون عدة لغات أوروبية.
- على مستوى المجتمع، يُعتبر التحصيل الدراسي مؤشراً على كفاءة النظام التعليمي، وضمانًا للعائد على الاستثمارات التي تُنفق على التعليم.
- التحصيل الدراسي يلبي احتياجات المجتمع من الكوادر البشرية المدربة، ويُعد وسيلة لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية، وهو أحد المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الديمقراطية الحديثة، ولا يقتصر هذا المبدأ على ضمان التحاق الأفراد بمؤسسات التعليم فحسب، بل يمتد إلى تمكينهم من متابعة مراحلهم الدراسية بنجاح.
- بسبب هذه الأهمية الكبيرة للتحصيل الدراسي على المستوى الفردي والاجتماعي، يُعتبر التحصيل الدراسي المرتفع الهدف الرئيسي للمدرسة وأحد أهم مبررات وجودها.
- يشكل التحصيل محور اهتمام القائمين على شؤون التعليم وأولياء الأمور، حيث تُسخَّر كافة الوسائل والإمكانيات التعليمية، بما في ذلك المناهج الدراسية، وطرق التدريس، وأساليب التقييم، وخدمات الإشراف الموجهة للمعلمين، بهدف تحسين أدائهم ورفع مستوى تحصيل طلابهم، الذي يُعد من أهم مؤشرات نجاحهم في عملهم.
العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي:
تُعد العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي متنوعة ومتشعبة، مما يجعل دراستها أمراً بالغ الأهمية، حيث يعتمد أي إجراء لتحسين مستوى التحصيل الدراسي بشكل كبير على فهم هذه العوامل وتحديدها بدقة من أجل معالجتها والارتقاء بمستوى الأداء الأكاديمي. ولتحليل العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي، يمكن تصنيفها إلى مجموعتين رئيسيتين: عوامل بيئية وعوامل ذاتية.
أولاً: العوامل البيئية:
وتشمل:
- عوامل خارج النظام التعليمي: وتتضمن العوامل الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية.
- عوامل داخل النظام التعليمي: وتشمل كل ما يتعلق بالعملية التربوية مثل المناهج، طرق التدريس، الكتب المدرسية، المعلمين، أساليب التقييم، الفصول الدراسية، المدارس، الوسائل التعليمية، المعدات، التجهيزات، الخدمات الإشرافية، الصحية، والتغذية، وكذلك الإدارة المدرسية.
ثانياً: العوامل الذاتية:
فهي تتعلق بالمقومات الشخصية للطالب، والتي غالبًا ما تكون ذات طابع وراثي أو بيولوجي، مثل الذكاء، القدرات الخاصة، والإمكانيات الفردية.
هذه العوامل تشكل حجر الأساس في بناء الشخصية بجوانبها الأربعة: الجسمية، العقلية، الانفعالية، والاجتماعية. ومع ذلك، تظل العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي متعددة ومتداخلة إلى حد يصعب حصرها بدقة.
مقال يتضمن نصائح هامة عن أهم نصائح الدراسة والمذاكرة لعام 2024
أهمية التحصيل الدراسي للطلاب:
التحصيل الدراسي يشتمل على أهمية كبيرة بالنسبة للطلاب، وهي كالتالي:
- التحصيل الدراسي يعد من أهم المؤشرات التي تعكس نجاح الطلاب في العملية التعليمية، وله أهمية كبيرة على عدة مستويات.
- بالنسبة للطلاب، يسهم التحصيل الدراسي في تطوير المهارات والمعارف التي تمكنهم من التفاعل بشكل فعّال مع العالم من حولهم.
- يُعتبر التحصيل الجيد بوابة لتحقيق أهداف تعليمية ومهنية مستقبلاً، حيث يفتح أمامهم فرصًا أكبر للقبول في مؤسسات تعليمية متقدمة والحصول على وظائف مرموقة.
- يعزز التحصيل الدراسي من الثقة بالنفس لدى الطلاب، ويؤثر إيجابيًا على نظرتهم لذواتهم، مما يدفعهم للسعي نحو تحقيق المزيد من النجاح.
- يُعد التحصيل الدراسي وسيلة لتحقيق الرضا الشخصي والشعور بالإنجاز، وهو ما يسهم في تحقيق توازن نفسي واجتماعي لدى الطلاب.
- من الناحية الاجتماعية، يُعد التحصيل الدراسي مرتكزًا لتحقيق التقدم الاجتماعي، حيث يسهم في إعداد جيل من الأفراد القادرين على المشاركة بفعالية في بناء المجتمع وتطويره.
- يساهم التحصيل الدراسي في تكافؤ الفرص، مما يمنح جميع الطلاب إمكانية الوصول إلى نفس الفرص التعليمية بغض النظر عن خلفياتهم الاقتصادية أو الاجتماعية.