📁 المقالات الحديثة

منهجية الإحصاء الوثائقي أو الببليومتركس

منهجية الإحصـاء الوثـائقي أو الببـليومتركس

منهجية الإحصاء الوثائقي أو الببليومتركس

 الإحصاء الوثائقي أو الببليومتركس، كأسلوب من أساليب البحث العلمي، له جذور تاريخية تمتد لأكثر من نصف قرن. وتنعكس أهمية استخدامه في تقويم مصادر المعلومات والنتاج الفكري، واستخداماته.

التعريف بالإحصاء الوثائقي ومجالات استخدامه:

هناك عدد من التعاريف لمصطلح الإحصاء الوثائق، أو الببليومتركس، يمكن أن نلخص بعضاً منها بالآتي:
  1. الببليومتركس هو الأساليب الرياضيات والإحصاء التي تطبق على الكتب وعلى وسائل الاتصال الأخرى.
  2. الببليومتركس عبارة عن تجميع وتفسير الإحصاءات المتعلقة بالكتب والدوريات، بغرض التأكد من استخدامها، وتحديد مدى ذلك الاستخدام على المستويات الوطنية والعالمية، ويطلق علية اسم (Statistical Bibliography) الببليوغرافية الإحصائي.
  3. الببليومتركس يتألف من مقطعين، هما ببليو(Biblio) وتعني الكتاب أو الوثيقة، ومتركس (metrics) وتعني المتري، كوحدة قياس إحصائية أو حسابية، وهذا ما يؤكد الكاتب تسميته بالإحصاء الوثائقي.

يذهب بعض الكتاب إلى أبعد من ذلك في إعطاءه اسم الببليومتريقا أو القياسات الوراقية، ومهما تكن التسميات فقد اتفق أن على أن الببليومتركس أسلوب مهم في البحث العلمي، وخاصة في مجالات علوم المعلومات والاتصال والمكتبات.
تحاول الدراسات الببليومترية، العربية منها والأجنبية، أن تعطي وصفاً للعديد من الأساليب الفنية التي تحول تقديم التفسيرات الفنية لعملية الاتصال المكتوب.

مجالات استخدام الإحصاء الوثائقي/ الببليومتركس:

مجالات استخدام الإحصاء الوثائقي الببليومتري، فقد استخدم في تحديد أكثر المؤلفين إنتاجية في موضوع معين مثلاً، كما ويمكن استخدامه في اندماج أو انشطار الموضوعات العلمية، عن طريق دراسة الخصائص البنائية للنتاج الفكري في مجال متخصص محدد.
إن الدراسات الببليومترية تحدد لنا أكثر الدوريات العلمية استخداماً في المكتبات ومراكز البحوث والمعلومات، وفي مختلف التخصصات، ويمكننا إيجاز المجالات والاتجاهات التي تمكننا من استثمار أسلوب البحث الإحصائي الوثائقي بالآتي:
  1. تجميع وتفسير المعلومات الإحصائية المتعلقة بالكتب والدوريات ومصادر المعلومات الأخرى، عن طريق ما يطلق عليه اسم تحليل
  2. الاستشهاديات المرجعية (Citation Analysis) والوسائل الببليومترية الأخرى، ومن ثم تحليل مثل هذه المعلومات، والخروج بالاستنتاجات المفيدة.
  3. التحليل الكمي للنصوص الموجودة في وسائل الاتصال ومصادر المعلومات، عل غرار ما هو متعارف عليه في أسلوب البحث المتعارف عليه باسم تحليل المضمون أو المحتوى(Content Analysis).
  4. التعرف على مقدار إنتاجية المؤلفين، في تخصصات محددة، باستخدام الطرق والأساليب الإحصائية، وتوزيع البيانات المجمعة، في جداول مثلاً، ومن ثم تفسيرها وتحليلها، والخروج بالاستنتاجات المناسبة منها.
  5. تحديد مدى استخدام الدوريات والكتب، في المكتبات ومراكز البحوث والمعلومات، وتحديد الحاجة إليها، وإلى استبقاءها أو استبعادها.
  6. التعرف عل الخصائص البنائية للإنتاج الفكري في مجال متخصص محدد، واستخدامه كأسلوب كمي لانشطار أو اندماج موضوع من الموضوعات.
  7. استخدامه في التعرف على أكثر الدوريات العلمية إنتاجية، في مختلف التخصصات.

القوانين التجريبية للتحليل الإحصائي الوثائقي:

يوجد عدد من القوانين التجريبية التي ظهرت في فترات زمنية مختلفة، وقد استمر الجدال والنقاش حول مثل تلك القوانين، منذ ظهورها لأول مرة، وأهم هذه القوانين هي ثلاثة:
  1. قانون برادفورد للتشـتت الموضوعي.
  2. قانون زيف لتناقص عائد الكلمات.
  3. قانون لوتكا لإنتاجية المؤلفين.

أولاً: قانون برادفورد للتشـتت(Bradford Law of Scattering):

تعود صياغة قانون برادفورد إلى عام (1934) وهو يعالج موضوع تشتت وتوزع مقالات المجلات المنشورة في مجال موضوعي محدد، وكذلك العلاقة الموضوعية بين المجلات، من جهة، وبين المقالات المنشورة فيها.
يمكن أن نوجز قانون برادفورد هذا على أنه يستند عل أن البحث في موضوع محدد، من مواضيع المعرفة البشرية، يكون في عدد كبير من مقالات الدوريات ذات العلاقة بذلك الموضوع، تكون متركزة في عدد قليل من عناوين الدوريات، وإن بقية المقالات الأخرى، ذات العلاقة بنفس الموضوع، تكون موزعة على عدد كبير من عناوين الدوريات الأخرى.
تظهر أهمية قانون برادفورد باعتماده على الطرق الإحصائية والصيغ الرياضية في تحديد عدد المجلات التي تعود إلى موضوع معين، وكذلك زيادة كفاءة وفاعلية المصادر الببليوغرافية.

ثانياً: قانون زيـف (Zipf’s Law):

لقد اكتشف زيف أن عدداً قليلاً نسبياً من الكلمات تظهر في نص أو مقالة بتكرار كثير، وإن تكرار مثل تلك الكلمات المستخدمة في جزء كبير من النص يتناقص، وعبر مثل هذه الحالات التي تعرف عليها بقانون تناقص عائد الكلمات (Law of diminishing returns words).
هكذا فقد وجد زيف أن عدد الكلمات المستخدمة لها علاقة متينة بعدد تكرار استخدامها، وإن الكتاب، وكذلك المتحدثين يستخدمون الكلمات المألوفة، ووجد أنه في أية عينة من النصوص المكتوبة باللغة الإنجليزية، سنجد أن أكثر الكلمات استخداماً سيتم تكرارها كمعدل عام مرة واحدة بين كل عشر كلمات، وإن الكلمة الشائعة الثانية ستظهر بين كل عشرين كلمة، كذلك فإن الكلمة الشائعة الثالثة ستظهر بين كل أربعين كلمة.

ثالثاً: قانون لـوتكا (Lotka Law):

يتعلق قانون لوتكا بالمؤلفين، ويشير إلى أن عدد المؤلفين الذين يساهمون بمقالتين يعادلون ربع عدد المؤلفين الذين يساهمون بمقالة واحدة، وإن عدد المؤلفين الذين يساهمون بثلاثة مقالات يعادلون تُسع المؤلفين الذين يساهمون بمقالة واحدة ...، وهكذا فإن عدد المؤلفين الذين يساهمون بما رمز له لوتكا بالحرف (ن) من المقالات سوف يعادلون (1ن) من عدد المؤلفين الذين يساهمون بمقالة واحدة.
قد وجد لوتكا أن نسبة المؤلفين الذين لهم مساهمة بمقالة واحدة تعادل (60%) من إجمالي عدد المؤلفين.
هكذا فإننا نستطيع القول بأنه إذا كان برادفورد قد اعتبر الدورية هي وحدة التخليل ومحورها، فإن لوتكا قد اعتبر المؤلف هو وحدة التحليل، وقد ركز هذا الأخير على إنتاجية المؤلفين، وقام بتحليل هذه الإنتاجية، وكان غرضه في ذلك هو معرفة عدد المؤلفين الذين ينتجون عدداً أكبر من المقالات، والذين لهم اسهامات في تقدم العلوم في مجالات تخصصهم، وقد ركز في تحليله على موضوعي الفيزياء والكيمياء.

يمكنك طلب خدمة التحليل الإحصائي والتواصل معنا مباشرةً من خلال رابط الواتس آب

 
تعليقات