خطوات النشر العلمي للبحوث العلمية
في عالم البحث العلمي، تعد عملية النشر العلمي أساسية لتبادل المعرفة وتقدم المجالات المختلفة، إذ تُعَدُّ البحوث العلمية نتيجة لجهود مستمرة ومتعمقة يقوم بها الباحثون لاستكشاف المعرفة وحل المشكلات الحديثة، ويهدف النشر العلمي إلى توثيق هذه النتائج وتبادلها مع المجتمع الأكاديمي والمهتمين.
تتكون عملية النشر العلمي من عدة خطوات أساسية تشمل التخطيط والإعداد والتحليل والكتابة والتحكيم والنشر، حيث يبدأ الباحثون بفرضية أو مشكلة بحثية يرغبون في استكشافها، ثم يقومون بجمع وتحليل البيانات بدقة ومن ثم صياغة نتائجهم بشكل موضوعي ودقيق.
ما هو النشر العلمي؟:
- النشر العلمي هو العملية التي يتم من خلالها نقل الإنتاج الفكري لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية إلى القراء والباحثين والمستفيدين، باستخدام وسائل نشر علمية محكمة معترف بها، وضمان حقوق الملكية الفكرية لهم.
- يمكن تعريف النشر، لغةً، على أنه الإذاعة أو الإشاعة أو جعل شيء معروفًا بين الناس، أما في الاصطلاح الأكاديمي، فيشير إلى توصيل الرسالة الفكرية التي يقدمها المؤلف إلى الجمهور المستقبلي، أي المستهلكين لهذه الرسالة العلمية.
- ويُعرف النشر العلمي بأنه مجموع العمليات التي يمر بها المخطوط منذ كونه نصًا مكتوبًا حتى يصل إلى يد القارئ، ويتضمن كافة الخطوات الوسيطة مثل كتابة النص وتحكيمه وتنسيقه للطباعة وتوزيعه عبر المكتبات والمؤسسات المعنية.
- في السياق العام، يمثل النشر إصدارًا أو العمل على إصدار نسخ لكتاب أو مجلة أو أبحاث مطبوعة، أو أي شكل آخر يمكن بيعه أو توزيعه للجمهور.
- النشر العلمي هو النتيجة النهائية للبحوث العلمية، وهو البوابة الرئيسية لنشر المعرفة والمساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية، ويُعتبر مصدرًا أساسيًا لتأسيس وتطوير التعليم في جميع مراحله.
- النشر هو عملية شاملة تشمل كافة الإجراءات الفكرية والفنية والعلمية المتعلقة بتحديد موضوع الكتاب، وتنظيم إصداره، وتوزيعه، حيث يتطلب من الناشر إعداد البحث بشكل دقيق ومتين، سواء كان ذلك من خلال نشره في مجلة محكمة أو في شكل كتاب، ليتم توزيعه للقراء المستهدفين بشكل فعّال وفي الأوقات المناسبة.
أهمية النشر العلمي:
تكمن أهمية النشر العلمي للبحوث العلمي في العديد من النقاط نذكر من أهمها:
- النشر العلمي هو وسيلة فعالة لنقل النتاج الفكري الرصين عبر قنوات خاصة، حيث تكون معظمها محكمة ومعترف بها، وتضمن حماية الملكية الفكرية والخصوصية لهذا النتاج.
- البحث العلمي يُعد الطريق العلمي لحل المعضلات وإنتاج المعرفة، ومن ثم فإن نتائجه يجب أن تصل إلى المؤسسات والأفراد الذين يحتاجون إليها؛ فأفضل وسيلة لذلك هي عملية النشر، حيث تكمن درجة الاستفادة من البحث في عملية نشره وإيصاله إلى جمهوره المستهدف.
- المحافظة على حقوق المؤلفين والباحثين من الاستلال والسرقة الأدبية.
- تبادل ونشر المعرفة بين الباحثين بعضهم ببعض في نفس مجال التخصص.
- نشر المعرفة للارتقاء بمنظومة البحث العلمي بين الأوساط الأكاديمية ورفع كفاءة البحوث العلمية.
مقال شامل العدد من المعلومات عن أهمية النشر العلمي للبحوث المستلات
أهداف النشر العلمي:
بعض أهداف النشر العلمي تتضمن:
- تعزيز حركة البحث العلمي وتشجيع الباحثين على استكشاف المواضيع الجديدة والمبتكرة.
- توفير وسيلة لتحقيق منافع مادية ومعنوية، مثل مكافآت التعديل العلمي والاعترافات البحثية، وتعزيز المكانة العلمية والمهنية للباحثين والأساتذة في الوسط الأكاديمي والبحثي.
- المساهمة في تطوير أساليب العمل والطرق البحثية للأفراد والمؤسسات، من خلال تبادل المعرفة والاطلاع على آخر التطورات في المجال.
- تقييم رصانة البحوث العلمية من خلال تحديد عدد الاستشهادات بالأبحاث المنشورة في دراسات أخرى، مما يعكس مدى تأثير البحث وأهميته في المجال الأكاديمي.
- حماية حقوق المؤلفين في بحوثهم المنشورة من خلال توثيق النتائج والاستنادات العلمية.
- الوصول إلى مستوى عالٍ من الشهرة والاعتراف في المجال الأكاديمي، مما يسهم في إرث الباحث وخلود إسهاماته.
- تعزيز الوعي العلمي بأهمية البحث العلمي بين أفراد المجتمع على نطاق واسع، وتشجيعهم على المشاركة في هذا المجال الحيوي لتعزيز التقدم والتطور.
هذه الأهداف تعكس أهمية النشر العلمي كوسيلة أساسية لتعزيز المعرفة والتقدم العلمي في مختلف المجالات.
ما هي أنواع صناعة النشر؟
يمكن تصنيف صناعة النشر إلى عدة أنواع بناءً على الطريقة التي يتم بها نشر المحتوى، وهنا هي بعض أنواع صناعة النشر:
- النشر الإلكتروني.
- النشر المكتبي.
- النشر التقليدي.
تعرف على أهم معايير النشر العلمي
مراحل وخطوات النشر العلمي للبحوث العلمية في المجلات العلمية المحكَّمة:
لنشر المجلات العلمية المحكمة، تتبع عادة عدة مراحل أساسية تشمل:
أولاً :مرحلة التأليف من الباحث:
في هذه المرحلة يبدأ الباحث بالبحث عن المشكلة البحثية التي تسير اهتمامه ويبدأ في إعداد بحثه العلمي وفقًا لمجموعة من الضوابط والمعايير التي تتوافق مع شروط النشر العلمي في المجلة العلمية المستهدفة والمعنية بالنشر.
ثانيًا مرحلة التقويم من الهيئة الإدارية:
بعد الانتهاء من إعداد وتنفيذ البحث يقوم الباحث بإرسال البحث إلى المجلة أو الدورية المعنية بالنشر العلمي للحصول على إفادة بقبول بحثه، وفي هذه المرحلة يبدأ البحث بالتقييم من جانب لجنة المحكمين التابعة للمجلة وإرسال الملاحظات والتعديلات إن وجدت.
ثالثًا: مرحلة التعديلات:
بعد التقييم المبدئي، يتم توجيه المخطوطة إلى محكمين أكاديميين مستقلين لتقييمها بشكل محكم؛ بعد ذلك، يتم إبلاغ الباحث بالخيارات التالية:- قبول البحث بصيغته الحالية دون أي تعديلات.
- قبول البحث مع طلب تعديلات بسيطة.
- قبول البحث مع طلب تعديلات كبيرة.
- قبول البحث مع طلب تعديلات كبيرة مع إعادة تقديم البحث للتقييم بعد الإكمال.
- رفض البحث نهائيًا.
رابعًا: مرحلة قبول النشر.
مرحلة النشر هي الخطوة الأخيرة في عملية نشر البحوث المقبولة للنشر في المجلة العلمية، حيث تشمل هذه المرحلة عدة عمليات فنية أساسية، وهي كالتالي:- التجميع والتعديل للبحوث المقبولة للنشر: يتم تجميع البحوث المقبولة للنشر والمحددة مسبقاً بتاريخ نشر معين، ويتم إجراء التعديلات البسيطة على البحوث التي تحتاج إلى ذلك قبل النشر.
- إضافة البيانات الخاصة بالمجلة: يتم إضافة البيانات اللازمة وفقًا لسياسة المجلة وتعليمات النشر، مثل صفحة العنوان، وتعليمات النشر، وأسماء الهيئات المسؤولة عن المجلة، ورقم المجلد، والعدد، وسنة النشر، وغيرها من المعلومات المهمة.
- الفرز والتجميع للأعداد المستنسخة.
- استنساخ الكمية المطلوبة: يتم إنتاج عدد معين من نسخ المجلة وفقًا للطلب المحدد.
- طباعة الأغلفة الملونة الخاصة بالمجلة.
- التوزيع.
أشكال النشر العلمي:
يمكِن تحديد أشكال النشر من خلال تصنيفين، هما:
أولًا: على أساس صناعة النشر:
هذا التصنيف ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسة كالتالي:
- النشر التقليدي: يُعرف بأنه مجموع العمليات التي يمر بها المطبوع، ابتداءً من كونه مخطوطًا، وانتهاءً بوصوله إلى القارئ أو المستفيد، حيث تتحكم بهذه العملية مجموعة من الأطراف، تبدأ بالكاتب والمطبعة والناشر الذي يقوم بإصدار وبيع وتوزيع المطبوعات بشكل عام، إذ قد يكون للناشر دور في طبع المطبوعات، وليس من الضروري أن يكون الناشر هو نفسه الذي يقوم بالطبع أو التجليد، وقد يقوم أيضًا بعملية البيع والتوزيع. يتحمل الناشر مسؤولية التمويل إلى جانب مخاطر النشر للمؤلف.
- النشر المكتبي: استخدام التقنية الحديثة في التصنيف الإلكتروني للكتب يتضمن عدة خطوات وعمليات متكاملة، مثل استخدام برمجيات معينة، وأجهزة الحاسب الشخصي، وآلات الطباعة غير المكلفة، والتنسيق الجمالي، والإدخال المتعدد الوسائط، لإضفاء الْمـسحة الجماليـة على النص المكتوب، مع إمكانية إدخال المخطَّطات والرسوم والصور من مصادر أخـرى عـن طريق الماسح الضوئي الذي يحلِّل إلى إشارات رقمية، أو عن طلب هذه الـصور مـن بـرامج أخرى.
- النشر الإلكتروني: يقصد بالنشر الإلكتروني المرحلة التي يقوم فيها كاتب المقال بتسجيل مقاله على إحدى وسائل معالجة الكلمات، ثم يتم نقل المقال إلى محرر المجلة الإلكترونية، الذي يقوم بدوره بنشره على الموقع الإلكتروني للمجلة، حيث يتيح النشر الإلكتروني استخدام تقنيات حديثة تشمل الحواسيب وبرامج النشر الإلكتروني لطباعة المعلومات وتوزيعها بطرق فعالة وسريعة.
ثانياً: على أساس هدف النشر:
هذا التصنيف ينقسم إلى نوعين رئيسين، هما:
- النشر التجاري: يعني استثمار الناشر لأمواله بهدف الربح، مماثل لمن يستثمر في أي نشاط تجاري آخر، حيث يتبع قوانين العرض والطلب. الناشر يعمل أساسًا في مجال النشر ويكسب من خلاله لقمة عيشه ويتواصل مهنيًا به. يمكن أن يكون ناشرًا نقيًا أو يدمج النشر مع أنشطة تجارية أخرى. في حالة تكرار الخسائر في مجال النشر، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى خروجه من السوق.
- النشر غير التجاري: هو النوع الذي يختص به المنظمات والمؤسسات مثل الجمعيات الدولية، والنوادي العلمية، والجامعات، ومراكز البحوث، والبنوك، والمكتبات الكبرى، إذ أن دور الجامعات والمؤسسات غير التجارية يتمحور أساسًا حول التعليم والبحث العلمي؛ لذا، فإن نشر الكتب والدوريات في هذه المؤسسات يعتبر وظيفة مساعدة للتعليم والبحث العلمي، وتعد الجامعات مثالاً على ذلك حيث لديها مطابع كبيرة وبرامج نشر قوية، مثل جامعة أكسفورد وجامعة كمبريدج؛ بالإضافة إلى ذلك، تقوم المكتبات الوطنية بنشر البيلوغرافيات والفهارس والموارد الأخرى ذات الصلة.
للحصول على خدمة النشر العلمي يمكنك التواصل معنا عبر الواتس آب على الأرقام التالية:
00971509394129 (تواصل واتس آب)
00966595261336 (تواصل واتس آب)
المراجع:
البشر، فاطمة. (2020). الصعوبات التي تواجه أعضاء هيئة التدريس بقسم الإدارة التربوية في الجامعات \ السعودية في نشر الأبحاث في المجلات العلمية المحكمة. مجلة كلية التربية، (110)، 163 - 194.