المنهج المقارن في البحث العلمي
المنهج المقارن هو أحد أهم أنواع مناهج البحث العلمي، وقد نشأ هذا المنهج في الفترة اليونانية، أما بالنظر إلى الفلاسفة الذين استخدموا هذا النوع من المناهج فيعتبر الفيلسوف أرسطو أحد أكثر الفلاسفة الذين يستخدمون هذا النوع من المناهج، وقد استخدم الفلاسفة هذا المنهج في الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية أو السياسية.
قام كل من أرسطو وكذلك أفلاطون باستخدام المنهج المقارن في المقارنة الخاصة بالقضايا التي تعتبر محورية، أهم ما يميز المنهج المقارن أنه يتطور عبر مراحل التاريخ المختلفة، وقد ساهم في تطوير هذا المنهج الكثير من الفلاسفة، وقد تطور ليصبح من أهم الأجزاء التي تستخدم في دراسة كافة القضايا والمشكلات الاجتماعية.
تعريف المنهج المقارن:
هو أحد المناهج البحثية التي تبحث أسباب حدوث بعض الظواهر عن طريق إجراء مقارنات بظواهر أخرى مشابهة وذلك بهدف التعرف على العوامل المسببة لحدوث هذه الظاهرة والتعمق في فهم أسبابها.
أهداف المنهج المقارن:
تشتمل أهداف المنهج المقارن على:
- أسلوب فعال يساعد كافة الطلاب على فهم جميع المؤلفات الدراسية، وتقسيم هذه المؤلفات إلى مجموعة من الملخصات.
- إذا أردت أن تستنتج كافة العلاقات المتواجدة في النصوص التي يجب أن يقوم الباحث بمقارنتها، سيساعدك في ذلك المنهج المقارن.
- يعتبر أسلوبًا أساسيًا يساعد الباحث على الاختيار من بين الدراسات، فيختار منها المناسب، ويبتعد تماماً عن الدراسات الغير مناسبة.
- إذا طبق الباحث المنهج المقارن يستطيع الباحث أن يتعرف على أهم الإيجابيات والسلبيات التي ترتبط ارتباطًا مباشراً بالدراسة.
ماهي خصائص المنهج المقارن؟
المنهج المقارن له مجموعة من الخصائص، وتعتبر هذه الخصائص ما يلي:
- يعتبر طريقة فعالة لتوضيح أوجه التشابه والاختلافات المتواجدة في البحث.
- المنهج المقارن يجمع بين المفاهيم الأساسية أو المفاهيم التي يجمعها الباحث.
- في المنهج المقارن يمكن البحث من خلال كل من الطريقة الكمية والنوعية.
- يتم توجيه المنهج المقارن النوعي إلى الحالة، والمنهج المقارن الكمي نحو المنحنى.
ما هي طرق استخدام المنهج المقارن؟
إذا أردت استخدام المنهج المقارن بإمكانك أن تستخدم مجموعة من الأساليب والطرق، ومن أهم استخدامات المنهج المقارن ما يلي:
أولاً: طريقة الاتفاق:
إذا وجدت أثناء دراستك عاملاً مشتركاً واحداً يتسبب في الكثير من الظواهر أو المشكلات، وكذلك إذا اكتشف الباحث أن المشكلة لا تحدث إلا إذا وجد هذا العامل، فستستخدم في هذه الحالة طريقة الاتفاق.
ثانيًا: طريقة الاختلاف:
اكتشف طريقة الاختلاف في المنهج المقارن الباحث ستيوارت، وإذا كان هناك صفةً واحدة لا تشترك فيها الظواهر ففهي هذه الحالة سيحتاج الباحث إلى استخدام طريقة الاختلاف.
ثالثًا: الطريقة المشتركة:
تجمع الطريقة المشتركة بين كل من طريقة الاختلاف وطريقة الاتفاق، ومن خلال هذه الطريقة بإمكان الباحث أن يجمع بين كل من العامل المشترك أو الاختلاف في الظواهر، ولذلك فهي تجمع بين كل من الاختلاف والاتفاق.
رابعا: طريقة التغيير النسبي:
ستجد أثناء إجراء دراسة بحثية على أحد الحالات علاقة تربط بين كل من السبب والمسبب، فعندما تحدث أي مشكلة أو تغير في السبب سيؤدي ذلك إلى حدوث مشكلة أو تغير في المسبب.
خامسا: طريقة العوامل المتبقية:
إذا كنت باحثًا علميًا وتعرف الكثير من المعلومات عن أجزاء المشكلة أو الظاهرة، يمكن للباحث أن يستخدم طريقة العوامل المتبقية، وتساعده هذه الطريقة على استنتاج كل ما ترغب في معرفته عن الظاهرة الخاصة بالبحث العلمي.
أهم أنواع مناهج البحث العلمي
ما هي خطوات المنهج المقارن؟
يساعدك استخدام المنهج المقارن كثيراً على إجراء المقارنات بين كافة الظواهر التي تتعلق بشكل مباشر بالبحث العلمي، وأهم هذه الخطوات ما يلي:
أولا: تحديد موضوع المقارنة:
في الخطوة الأولى يجب على الباحث أن يحدد بدقة موضوع البحث الذي سيجري له مقارنة، ويقوم الباحث بذلك من خلال التعرف على كافة المعلومات بخصوص مشكلة البحث العلمي، وكذلك يجب على الباحث أن يتعرف أكثر عن العينة الخاصة بالدراسة.
ثانيًا: وضع متغيرات المقارنة:
الخطوة الثانية من خطوات إجراء المنهج المقارن هي عملية توضيح المتغيرات الخاصة بالدراسة، ومن ثم يبدأ الباحث في توضيح أوجه الشبه والاختلاف بين كافة المتغيرات، وهي مهمة لأن الباحث يحتاج إليها في بداية البحث العلمي الخاص به.
ثالثًا: تفسير البيانات الخاصة بالمقارنة:
يمكن للباحث أن يقوم بتفسير البيانات الخاصة بالمقارنة من خلال اطلاعه على الكثير من الأبحاث العلمية التي تقوم بمناقشة الكثير عن الظاهرة أو المشكلة، وبعد ذلك سيسهل على الباحث عملية المقارنة، وكذلك سيتوصل الباحث إلى العديد من النتائج.
رابعا: الوصول إلى مجموعة من النتائج المقارنة:
الخطوة الرابعة من خطوات المنهج المقارن هي أن تتوصل إلى مجموعة من النتائج، ومن ثم يبدأ الباحث العلمي بنشر كافة هذه النتائج من خلال بحث علمي به مجموعة كبيرة من النتائج التي تساعد على خدمة العلم.
متى يمكن استخدام المنهج المقارن؟ وفي أي حالة لا يمكن استخدامه؟
- عندما يحتاج الباحث إلى إجراء مقارنة بين الأشخاص والأفكار فإن ذلك يتطلب من الباحث أن يستخدم المنهج المقارن، وإذا رغب الباحث كذلك في تحديد أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بين مجموعتين، فإنه ينبغي عليه أن يستخدم المنهج المقارن.
- إذا كان هناك عدد قليل من أفراد عينة الدراسة أو إذا كان هناك عدداً محدوداً من الأساليب التكنولوجية، لا يمكن استخدام المنهج المقارن، بل يجب أن تتوفر مجموعة كافية من العينات الخاص بالدراسة حتى يمكن استخدام هذا النوع من المناهج.
مميزات وعيوب المنهج المقارن:
المميزات والعيوب الخاصة بمنهج التحليل المقارن، تشتمل على ما يلي:
أولاً: مميزات المنهج المقارن:
- من خلال المنهج المقارن بإمكانك أن تقوم بتحليل دقيق للدراسة، وإجراء المقارنة عليها.
- من خلال هذا المنهج يمكنك فهم كافة الظواهر أو المشكلات الخاصة بالدراسة.
- من خلاله تتمكن من عمل دراسة دقيقة للعينات الخاصة بالبحث العلمي.
- من خلال هذا المنهج بإمكانك أن تقوم بـ إجراء التجارب، فهو بديل عن العلوم التطبيقية.
ثانياً: عيوب المنهج المقارن:
- يعتبر تحديد المفاهيم من خلال هذا المنهج أمراً صعبًا للغاية.
- من الصعب أن يحدد الفرد الوحدة المُستخدمة لإجراء المقارنة.
- ستجد صعوبة في تحديد كافة الصفات الخاصة بالظاهرة المتعلقة بك.
- المنهج المقارن سطحي للغاية، ويهتم بالقشور الخاصة بالظاهرة وحسب.
- لا يمكنك التوصل إلي النتائج إذا كان الاختلاف في الظواهر كبير.
- الصعوبة في إجراء المقارنات في الأبحاث الاجتماعية، لأنها صعبة.
طرق واستراتيجيات المنهج المقارن:
يعتمد المنهج المقارن على عدداً من الاستراتيجيات لدراسة الظواهر والمشكلات، ومن ضمنها ما يأتي:
أولاً: التلازم في الوقوع:
وهي استراتيجية بحثية يستخدمها المنهج المقارن وتعتمد على بحث مبدأ تشابه ظروف وقوع الظاهرة فضلاً عن دراسة جميع العوامل المشتركة بين الظواهر فعلى سبيل المثال تعتبر السرعة هي عامل مشترك بين العديد من حوادث السير فبالتالي تعتبر السرعة هي سبب حدوث الظاهرة.
أو إذ ما أصيب أربعة أفراد من أصل سبعة بمرض واحد وكان العامل المشترك بينهم هو تناولهم لنفس وجبة الطعام فبالتالي تكون وجبة الطعام هي في الغالب سبب حدوث الظاهرة.
ثانياً: التلازم في عدم الوقوع:
وهي استراتيجية عكسية لاستراتيجية التلازم في الوقوع ففي نفس الحالة إذ ما قد أصيب أربعة أفراد من أصل سبعة بمرض واحد يمكن سؤال الأفراد الأصحاء عن النشاطات التي تجنبوها والتي قد مارسها الأفراد المصابون.
ففي هذه الحالة سيصرح الأفراد الأصحاء بأنهم تجنبوا تناول وجبة الطعام تلك في حين تناولها جميع المصابين ويتم استنتاج أن وجبة الطعام كانت هي سبب حدوث الظاهرة.
ثالثاً: تلازم التغير في السبب والنتيجة:
وهي استراتيجية تبحث العلاقة الطردية بين متغيرين حيث أن أحدهما هوا مسبب للآخر فعلى سبيل المثال: يزداد الوقت الذي يقضيه الطلاب في الدراسة كلما ازداد التحصيل والعكس.
رابعاً: استراتيجية العلاقات المتقاطعة:
وهي استراتيجية استنباطية التي تتوقع أوجه التشابه بالاستنتاج فعلى سبيل المثال إذا كان هناك سببان هما (5)، و (6) وكانت هناك نتيجتان هما (7)، و(8) فإنه وعن طريق تحديد العلاقة بين السبب (5)، والنتيجة (7) فيمكن استنتاج العلاقة بين السبب (6)، والنتيجة (8).