منهجية اختيار العينات في البحث العلمي
تُعتبر العينة المستخدمة في البحث العلمي نموذجاً يشمل ويعكس جانبا أو جزءاً من وحدات المجتمع الأصل المعني بالبحث، تكون ممثلة له، بحيث تحمل صفاته المشتركة، وهذا النموذج أو الجزء يغني الباحث عن دراسة كل وحدات ومفردات المجتمع الأصل، خاصة في حالة صعوبة أو استحالة دراسة كل تلك وحدات المجتمع المعني بالبحث.
ما هي العينة في البحث العلمي؟:
العينة في البحث العلمي هي جزء من مجتمع البحث يتم اختياره بطريقة منهجية لتمثيل خصائص المجتمع الأصلي. تسمح العينة للباحثين بتلخيص المعلومات التي تم جمعها لمجموعة أكبر من السكان دون الحاجة لدراسة جميع أفراد المجتمع.
تعني العينة في سياق البحث العلمي مجموعة من العناصر التي تم اختيارها بطريقة معينة لتمثيل ال(populations)، ويتم اختيار العينة بناءً على معايير محددة تهدف إلى تحقيق الثبات والدقة في النتائج، ويعتبر تحديد حجم العينة ونوعيتها عوامل حاسمة تؤثر على جودة وموثوقية الدراسة العلمية.
ما هي أسباب استخدام العينات في البحث العلمي؟:
هنالك عدد من المزايا والمردودات الإيجابية التي تدعو الباحثين إلى الاعتماد على أسلوب اللجوء إلى العينات واستخدامها في مختلف أنواع البحوث العلمية، ومن المكن أن نلخص مثل تلك الأسباب بالآتي:
- أسباب اقتصادية: حيث يكون هنالك اقتصاد وتوفير في الجهود المبذولة من قبل الباحثين. من جانب آخر هنالك اقتصاد في التكاليف المالية، في ضوء اقتصار البحث فيها على نموذج محدد في المجتمع الأصلي.
- وفرة في البيانات والمعلومات: أي أن هنالك إمكانية في الحصول على بيانات ومعلومات وفيرة، بحيث تكون مثل تلك البيانات والمعلومات أوفر وأكثر بكثير مما يحصل عليه الباحث من المجموع الكلي لأفراد المجتمع، في ضوء الاقتصاد بالوقت والجهد اللذان يمكن أن يتوزع على عدد هائل من أفراد مجتمع الدراسة الكلي.
- سهولة المتابعة في الحصول على ردود وافية ومتكاملة ودقيقة: فمن خلال متابعة العينة بحجمها الصغير الممثل لأفراد المجتمع ومتابعة أجوبتها وردودها، يستطيع الباحث أن يتأكد من تكامل أجوبة أفراد العينة، في حين يصعب عليه بل ويستحيل عليه نتابعه أجوبة
- العدد الكبير المتمثل بأفراد المجتمع الأصلي المعني بالدراسة.
- توفير في الوقت: حيث أنه غالباً ما يكون لدى الباحث زمن ووقت محدد لإنجاز بحثه، حيث يقوم بتوزيع هذا الوقت على خطوات البحث المتعددة المختلفة، بحيث يكون لجمع البيانات من مجتمع الدراسة مقدار محدد من ذلك الوقت.
- دقة أكبر في نتائج البحث: حيث أن سيطرة الباحث على حجم محدد من أفراد المجتمع المتمثل بالعينة يؤدي إلى سيطرته على البيانات والمعلومات المجمعة، وبالتالي يقود ذلك إلى الدقة في التعامل مع البيانات وتجميعها، وتوزيعها على عينة الدراسة، ومن ثم تفسيرها
- واستخراج النتائج منها.
- صعوبة، وأحياناً استحالة الوصول إلى كل وحدات المجتمع: فمعالجة الصعوبة في الوصول إلى كل أفراد المجتمع المعني بالبحث أمر مهم عند الباحث، فكثيراً ما يكون حجم مجتمع الدراسة كبيراً جداً وموزع على مواقع متعددة، الى حد يصعب على الباحث، بل وربما يكون من المستحيل عليه، الوصول إلى جميع أفراد المجتمع الكلي.
ما هي الخطوات المطلوبة في اختيار عينات البحث؟:
بغرض الوصول إلى انتقاء عينة للبحث فإنه هنالك عدد من الخطوات الضرورية الواجب أتباعها في تحديد واختيار وانتقاء عينة محددة للبحث، تبدأ من تحديد وتشخيص مجتمع البحث الأصلي والمتكامل، وتنتهي بتحديد للعدد المطلوب من الأفراد والوحدات في العينة. ويمكننا أن نوضح مثل تلك الخطوات بالآتي:
أولاً: تسمية وتحديد مجتمع البحث الأصلي بكامل مكوناته:
ابتداء ينبغي على الباحث، أو مجموعة الباحثين المعنيين بالبحث، تعريف وتحديد المجتمع الأصلي بمكوناته وسماته الأساسية. وأن يكون هذا التحديد واضحاً ودقيقاً. فإذا ما كان سعي الباحث إلى دراسة مشاكل طلبة الجامعات الأردنية، مثلا ، أو مشـاكل طلبة الدراسات الثانوية والإعدادية فيها مثلا، فأن عليه أن يحدد ويعرف مجتمع البحث الأصلي أولاً.
ثانياً: تشخيص أفراد المجتمع الموجودين في مجتمع الدراسة:
ينبغي على الباحث أم يعتمد على تهيئة وإعداد قوائم بأسماء الأفراد المـوجودين في المجتمع الأصلي للدراسة، كأن تكون بأسماء طلبة الجامعات والكليات المعنية بالدراسة، أو يعمد إلى سجلات وزارات التربية والتعليم العالي، والوزارات المـعنية الأخرى، لإعداد قوائم الأسماء المـطلوبة، والتي تعكس بشكل متكامل وحـدات المجتمع الأصل الـمطلوب دراسته، واختيار العينات المطلوبة منه.
ثالثاً: اختيار وتحديد نوع النموذج أو العينة:
في هذه المرحلة ينتقي النموذج المطلوب لـبحثه والذي سيوزع الاسـتبيان على أفراده. فإذا كان المجتمع الأصلي متجانسا في الخواص، من حيث الخواص والسمات المطلوب دراستها والتعرف على معالمها، فأن أي نوع من العينات يفي بالغرض.
رابعاً: تحديد المطلوب من الأفراد أو الوحدات في العينة:
بعد تحديد حجم وعدد وحدات المجتمع الأصلي للدراسة، كأن يكون عشرة آلاف فرد مثلا، فأن الباحث يحدد حجم العينة المراد إرسال وتوزيع الاستبيان عليها، ولتكن (500) منهم فقط، وهنا لابد من الإشارة إلى إن حجم العينة المختارة يتأثر بعوامل عدة، أهمها:
- مقدار الوقت المتوفر لدى الباحث.
- إمكاناته العلمية والمادية.
- مدى التجانس أو التباين في خصائص المجتمع الأصلي المطلوب التعرف عليها.
- درجة الدقة المطلوبة في البحث ومستواه وغاياته.
تعرف على مقال شمولي عن العينات في البحث العلمي
ما هي أنواع عينات البحث في البحث العلمي؟
يكاد يقترب الكتاب كثيراً، ويبتعدون أحياناً، في تـحديد الأنواع المختلفة للعينات المطلوبة في البحث العلمي، ومسمياتها. فمنهم من يقسمها إلى نوعين هما:
- عينات عشوائية (أو عينات احتمالية): تعطي الفرصة فيها لكل وحدات وأفراد المجتمع الأصلي أن يـكونوا ضمن النموذج المختار أو ضمن العينة المنتقاة.
- عينات غير عشوائية، تعتمد على الصدفة. عينات تحقق أغراضاً بحثية محددة.
أولاً: العينات العشوائية:
نستطيع أن نحدد الأنواع المختلفـة من العينات العشوائية، والعينات غير العشوائية، معتمدين في تسلسلها على درجة دقتها وتمثيلها
للمجتمع الأصلي، وكالآتي:
- العينة الطبقيــة.
- العينة الطبقية التناسبية.
- العينة العشوائية البسيطة.
- العينة العشوائية المنتظمة.
- العينة العرضية أو عينة الصدفة.
ثانياً: العينات الغير عشوائية:
يكون الاختيار في هذا النوع من العينات على أساس حر، من قبل البـاحث وحسب طبيعة بحثه، بحيث يحقق هذا الاختيار هدف الدراسة أو أهداف الدراسـة المطلوبة. هنالك أنـواع من العينــات المقصـــودة، المستخدمة في البحوث النوعية، مثل:
- عينة الفروق القصوى.
- العينة الشبكية.
- عينات الحالات الخاصة.
- لعينات الشاملة، وغيرها من العينات.
ما هي أحجام العينات في البحث العلمي؟
حجم العينات في البحوث النوعية محدودة وصغيرة عادةً إذا ما قورنت بحجمها في البحوث الكمية، ولابد من التذكير هنا بأن العينات ذوات الحجم الصغير قد تكون ذات فائدة اكبر من ذوات الحجم الكبير في بعض الدراسات، وخاصة تلك الدراسات التي تتطلب إجراء ملاحظات أو مقابلات متعمقة وتفصيلية، لحالات معينة.
هذا النوع من العينات، أي العينات المقصودة غير العشوائية، يوفر عمقاً وتحليلاً أفضل من التحليلات السطحية التي تتم لعينات أكبر حجماً، لذا فإنه عند تحديد حجم العينة يجب الأخذ بعين الاعتبار العوامل التالية:
- نوع البحث.
- فرضيات البحث.
- المعوقات المالية.
- أهمية النتائج.
- عدد المتغيرات في الدراسة.
- طرق جمع البيانات.
- الدقة المطلوبة.
- وحجم المجتمع.
ما هي الإرشادات والموجهات التي تؤثر في تحديد حجم العينة؟
يوجد عدة إرشادات وموجهات تؤثر على تحديد حجم العينة وهي كالتالي:
- هدف الدراسة: يكون محدداً مهماً لحجم العينة التي تشتق منها المعلومات الوافية، فبعض من بحوث دراسة الحالة، مثلاً، قد لا تحتاج إلا إلى حالة واحدة إذا كانت مثل تلك المعلومات المطلوبة ملمة ووافية بالغرض المطلوب.
- محور الدراسة: فالدراسات التي يكون محورها المشاهدة الميدانية تعتمد على المدى الزمني، بينما تعتمد دراسة المقابلة على اشخاص يتم اختيارهم في ضوء سهولة الوصول إليهم والتعامل معهم.
- الاستراتيجية المتبعة في جمع البيانات الميدانية، على مستوى الملاحظة أو المقابلة كأداة لجمع البيانات، فقد يكون حجم العينة صغير ولكن الباحث يحتاج إلى أن يعود باستمرار إلى الموقع، أو إلى نفس الأشخاص المشاركين المعنيين بجمع المعلومات، من أجل تأكيدها أو استكمالها أو توضيحها.
- مدى توافر مقدمي المعلومات، ففي بعض الحالات تكون هنالك نادرة وصعوبة في توافر أو توقير أفراد العينة المقصودة الذين يقدمون المعلومات المطلوبة، بينما تكون هنالك حالات أخرى سهلة نسبي.
- الزيادة اللاحقة في حجم المعلومات، وهل أن اضافة المزيد من المعلومات او العودة الى الميدان يؤديان الى اية افكار جديدة؟ ام انها تكرار لما تم التوصل اليه. أي ان مثل تلك المعلومات لن تضيف شيئا جديداً على ما تم جمعه؟.
- وحدة التحليل المستخدمة هي التي تحدد حجم العينة، فوحدة التحليل التي تستخدم موظفين في دوائر وأقسام تتطلب عدداً أكبر من الموظفين في دراسة ما من وحدة التحليل إذا كانت مديراً عاماً أو موظفاً بمستوى عالي مثلاً.
- بالإمكان مراجعة حجم العينة والحكم على كفاية معلوماتها، من قبل المشرفين على البحث، أو من قبل زملاء باحثين معنيين بالدراسة أو مشاركين فيها.