كيفية كتابة الورقة العلمية
إن التعرف على كيفية كتابة الورقة العلمية من أجل النشر في مجلات علمية محكمة عملية ليست يسيرة وشاقة في نفس الوقت، كما أنها تعتبر تحدياً كبيراً للأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين خاصة منهم المبتدئين، نتيجة لما يعانونه من نقص في مهارة الكتابة العلمية الجيدة، ولهذا فإن تعلم هذه المهارة عملية ضرورية بالنسبة لجميع الباحثين لأن مسارهم المهني يتوقف علي مدى تمكنهم من نشر العديد من الأوراق البحثية في العديد من المجلات العلمية المحكمة، الوطنية منها والدولية.ونظراً لأهمية كيفية كتابة الورقة العلمية حرصنا من خلال الطرح الحالي على توضيح كيفية كتابة الورقة العلمية وذلك من خلال العناصر التالية:
- ما مفهوم الورقة العلمية ؟
- ما أهداف الكتابة الموجهة للنشر في مجلات علمية محكمة؟
- كيفية كتابة الورقة العلمية ؟
- ما أهم التساؤلات قبل بداية الكتابة ؟
- ما أنواع الكتابة العلمية ؟
ما مفهوم الورقة العلمية ؟
- الورقة العلمية هي تقرير مكتوب ومنشور يصف نتائج بحث أصيل، وقد يكون هذا التعريف بحاجة إلى بعض التعديل حيث أن الورقة العلمية يجب أن تكون مكتوبة بشكل محدد، بما يتفق مع الأعراف الأكاديمية السائدة، وممارسات التحرير، وإجراءات النشر وغيرها.
- الورقة العلمية هي منشور علمي مقبول وغير مسبوق، يكشف محتواه كفاءة المعلومات بحيث يمكن المحكمين من تقييم البحث، وإعطاء الملاحظات، وتكرار التجارب، وتحليل الإجراءات الفكرية. كما يجب أن تكون الورقة البحثية الجيدة خاضعة للإدراك الحسي بما يؤهلها لتكون متاحة للمجتمع العلمي دون قيود.
ما أهداف الكتابة الموجهة للنشر في مجلات علمية محكمة ؟
يوجد العديد من الأهداف التي تدفع الباحثين إلي الكتابة العلمية من أجل النشر في مجلات محكمة، وهذه الأهداف متنوعة في طبيعتها، فنجد بعضاً منها يخدم مصالح الباحث، وبعضها الآخر يخدم مصالح المعرفة والعلم، ونوعاً ثالثاً يخدم مصالح المؤسسات البحثية التي ينتمي إليها الباحث.ما الأهداف التي تخدم الباحث ؟
إن الأوراق العلمية المنشورة في مجلات علمية محكمة تدل علي وجود نتائج علمية جيدة، وعلي وجود باحثين جيدين قادرين علي القيام ببحوث علمية من البداية إلي النهاية بشهادة محكمين معترف بهم، والنشر العلمي يخدم بصورة واضحة المؤلفين في عدة أمور هامة مثل:الترقية:
إن انتقال الباحثين من رتبة علمية إلي أخري أعلي أو الحصول علي تعيين في مناصب علمية عليا يعتمد بالأساس علي نوعية وعدد الأوراق العلمية التي يتم نشرها فعلاً من طرفهم.الحصول علي مكانة عالية وسمعة واسعة بين النظراء:
إن النشر العلمي خاصة الغزير يؤدي إلي تواصل متعدد مع الباحثين الآخرين وهذا من خلال توصيل إبداعات علمية جديدة [ تقنية جديدة، طريقة بيداغوجية فعالة، تأمل أو نظرة جديدة،.... ]، أو عرض نتائج أصلية جديدة مقارنة بالبحوث السابقة، ولهذا نجد صاحب مثل هذه الأعمال يحقق مكانة مرموقة بين النظراء وسمعة واسعة، لأنه يصبح من المؤلفين الذين يعتمد كثيراً علي بحوثهم في انجاز بحوث أخري.الزيادة في القدرات والمهارات العلمية:
إن طبيعة الكتابة العلمية تتطلب الدقة، وبالتالي فإن الاستمرار في الكتابة العلمية، وتقبل مراجعات النظراء، والعمل في كل مرة علي الاستجابة بكل جدية إلي مختلق تدقيقاتهم وملاحظاتهم الخفيفة والعميقة، ستؤدي مع الوقت بالباحثين المهتمين بتطوير مستواهم إلي التغلب علي مختلف النقائص التي كانوا يعانون منها والرفع من معارفهم وقدراتهم العلمية، وترقيتهم إلي مصاف الباحثين الخبراء، وبالتالي الحصول علي اعترافات وطنية ودولية.ما الأهداف التي تخدم المعرفة والعلم ؟
يبقي الهدف الأسمى من الكتابة العلمية من أجل النشر في مجلات محكمة هو نشر معرفة جديدة في ميدان معين، وهذا علي أمل المساهمة في تطويرها وذلك من خلال تحقيق فتوحات علمية جديدة حتي لو كانت جد جزئية، لأنها قد تؤدي هي الأخرى إلي تحقيق فتوحات علمية أخرى فيما بعد.ما الأهداف التي تخدم المؤسسات البحثية ؟
- إن الكتابة العلمية من أجل النشر العلمي ضرورة لا مفر منها في مختلف المؤسسات العلمية [ الجامعات، مراكز البحث، مخابر البحث،..... ].
- لهذا نجد الباحثين في هذه المؤسسات ملزمين بذلك، وهذا حتي توفر لهم هذه المؤسسات شروط العمل المناسبة لتحقيق أهدافهم الشخصية.
- فإن النشر في مجلات علمية محكمة خاصة منها ذات المستوي والاعتراف العالمي، ويفيد ليس فقط في تحقيق أهداف الباحث المؤلف، وإنما أيضاً في تحقيق أهداف المؤسسة التي ينتمي إليها هذا الباحث.
- من خلال الرفع في سمعتها ومكانتها داخل الموطن وعلي المستوي العالمي، والرفع من قدراتها التفاوضية مع مختلف ممولي البحث العلمي والمانحين.
- مما يمكنها من الحصول علي ميزانيات معتبرة تسمح لها مواصلة وتطوير نشاطاتها البحثية.
كيفية كتابة الورقة العلمية ؟:
- لا يوجد مؤلفان اثنان يعتمدان نفس الأسلوب في الكتابة العلمية، ولهذا علي المؤلفين المبتدئين إيجاد طريقهم الخاص عن طريق المواظبة علي التعلم والممارسة فيما يخص الكتابة العلمية من جهة.
- الانتباه إلي أخطائهم لمعالجتها وإلي فنيات المؤلفين الممارسين للأخذ منها من جهة أخرى.
- إن كيفية كتابة الورقة العلمية تتضمن مختلف القواعد والخطوات المتفق عليها، والمفروض اتباعها عندما نريد كتابة ورقة علمية.
- يجب التركيز علي إبراز بعض خصوصيات الكتابة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتجدر الإشارة إلي أن هذا لا يعني أنه لا توجد اختلافات شخصية بين المؤلفين في الكتابة العلمية.
- بل الواقع هو أن كل مؤلف يصبغ هذه القواعد والإجراءات بثقافته العلمية الخاصة بدون الابتعاد بطبيعة الحال عن قواعد وخطوات هذا النوع من الكتابة.
- هذه الخطوات والقواعد تلزم الجميع علي ضرورة هيكلة المعرفة العلمية بصورة تكون فيها المعرفة المعروضة واضحة وسهلة القراءة والفهم من طرف كل القراء المختصين والمهتمين.
ما أهم التساؤلات قبل بداية الكتابة ؟
عندما يكون بين يدي باحث معلومات علمية تبدو أنها جديدة [ نتائج بحث ميداني، معلومات غير معروفة حول إشكالية مطروحة، تحليل جديد للمعرفة حول موضوع معين،.... ]، ما العمل؟يتم ذكر مجموعة من الأسئلة، ستكون الإجابة عنها مفيدة للباحث في تحديد ما يجب القيام به فيما بعد مثل:
- هل هذه المعلومات تسـمح بكتابة ورقة أصلية ؟، و/أو مهمة ؟
- هل أنجز عمل مماثل ونشر من قبل؟.
- هل مشروع مخطوط جديد سيكون أوسع و/أو أعمق؟.
- هل يوجد دارسون ومهتمون بالمحتوى العلمي الذي سيقدم في المخطوط الممكـن كتابته؟.
- هل سيقبل نشر مثل هذا المشروع في مجلة علمية محكمة ؟.
بطبيعة الحال إذا كانت الإجابات سلبية عن هذه الأسئلة، فمن الأحسن التخلي عن مشروع الكتابة حول هذا الموضوع.
ما أنواع الكتابة العلمية ؟
يوجد تنوع في طبيعة الأوراق العلمية التي يمكن أن يتم كتابتها خاصة في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية، نذكر منها ما يلي:- مراجعة للمعرفة حول موضوع معين.
- دراسة تاريخية لمرحلة معينة.
- دراسة تجريبية حول تأثير [ س ] على [ ص ].
- دراسة مسحية حول موضوع معين.
- تشخيص واقع معين أو دراسة حالة معين