البحث النوعي تعريفه- خصائصه- أهم مميزاته

يتساءل الباحثين عن البحث النوعي تعريفه وخصائصه وأهم مميزاته حيث ظهرت في السنوات الأخيرة أساليب غير كمية في البحث العلمي، جذبت كثيراً من الباحثين، في التخصصات الأكاديمية المختلفة، عادة في مجال العلوم الاجتماعية والتربوية وغيرها، ويطلق عليها بشكل عام طرق البحث النوعي أو الطرق النوعية، التي لا تستند علي النماذج الرياضية، بل إلي نماذج وصفية سلوكية تساهم بشكل وبآخر في معالجة المشكلات في الواقع العملي للمؤسسات بما فيها المؤسسات التربوية.
ونظراً لأهمية البحث العلمي حرصنا من خلال الطرح الحالي على توضيح البحث النوعي وأهم أنواعه وذلك من خلال العناصر التالية:

ما مفهوم البحث النوعي؟.
ما هي الأسس الفلسفية للبحث النوعي؟.
ما طرق جمع البيانات في البحث النوعي؟.
ما خصائص البحث النوعي؟.
ما أهداف البحث النوعي؟.
ما مميزات البحث النوعي؟.
ما عيوب البحث النوعي؟.
تحميل البحث النوعي pdf.

ما مفهوم البحث النوعي؟.

البحث النوعي اصطلاحاً: هو نوع من البحوث العلمية التي تفترض بوجود حقائق وظواهر اجتماعية يتم بنائها من خلال وجهات نظر الأفراد، والجماعات المشاركة في البحث.

البحث النوعي إجرائياً: هو نوع من البحوث الكيفية التي تدرس الظاهرة التربوية في السياق والميدان الطبيعي ويحللها ويفسرها تفسيراً علمياً وشاملاً باستخدام أدوات نوعية غير كمية مثل الملاحظة بالمشاركة، المقابلة، والوثائق.

البحث النوعي: هو البحث الكيفي الذي يهتم بالفهم والتفسير المتعمق للأحداث والظواهر من كافة أبعادها في السياق أو الموقف الطبيعي وعلاقته بالأحداث والظواهر الأخرى، مستخدماً في ذلك أساليب غير كمية في جمع المعلومات كالتعبيرات الرمزية والكلمات، والصور، ثم تحليل هذه المعلومات بطريقة استقرائية مع التركيز علي المعاني التي يذكرها المشاركون، ووصف العملية بلغة معبرة مقنعة بالحجة والبراهين.

ما هي الأسس الفلسفية للبحث النوعي؟.

الأسس الفلسفية للبحث النوعي تقوم علي أن هناك أكثر من واقع، ولا توجد حقيقة أو معرفة واحدة ثابتة كما هو الحال في البحث الكمي، وإنما هنالك أكثر من حقيقة يتم دراستها وفهمها في سياقها الطبيعي، وبناؤها من وجهات نظر مختلفة.

ما طرق جمع البيانات في البحث النوعي؟.

من طرق جمع البيانات في البحث النوعي أن الباحث يقوم بجمع أنواعاً متعددة من البيانات، وقد يضيف استمارات جديدة لجمع البيانات أثناء القيام بالدراسة وينهمك الباحث في جمع بيانات مكثفة، ويقضي فترة طويلة من الوقت في الموقع الذي يعمل فيه الناس أو يقومون فيه بأنشطة مختلفة مرتبطة بالظاهرة التي يدرسها الباحث.
من طرق جمع المعلومات في البحث النوعي أن الباحث يقوم بجمع معلومات تفصيلية حتي يحقق التعقيد الذي تتصف به الظاهرة المحورية.
من طرق جمع البيانات في البحث النوعي رؤية الطبيعة المتنوعة لاستمارات جمع البيانات في البحث النوعي عند تصنيفها في عدة أشكال، وهي: (الملاحظات، المقابلات، الاستبيانات، الوثائق، والوسائل السمعية والبصرية).

ما خصائص البحث النوعي؟.

يوجد العديد من خصائص البحث النوعي وهي كالتالي:

الانفتاح: أي التخلي عن تكوين الفرضيات مسبقاً (أولوية البيانات والميدان علي الفرضيات المنهجية)، التأكيد علي الوظيفة الاستطلاعية الاستكشافية له في المكان والزمان.
التفاعلية: التأكيد علي ضرورة الملاحظة بالمشاركة التفاعلية الفردية أو الجماعات الصغيرة المحدودة العدد.
الديناميكية: أي تكيف الباحث مع نماذج أفعال ومواقف وتأويلات الأفراد والجماعات باعتبارها تجارب نموذجية حركية يكتنفها التغير أو تحول نتيجة الخبرات الفردية أو الجماعية المعقدة.
نقدية: كونها تفترض الـتأمل الذاتي النقدي لمعاني لغة الاتصال الداخلية (ما بين أفراد المجموعة) أو الخارجية (ما بين الأفراد والباحث) والتي من بين ما يشمل (نوعية اللغة والرموز المستعملة والإشارات ولغة الجسد والتفسيرات والتأويلات اللغوية).
تفسيرية تأويلية: كونه بحث استكشافي، عقلي وحقلي (تحقيق ميداني) يتقصى الحقائق والمعاني والخبرات كإشكاليات إنسانية معرفية تتجدد باستمرار فتتجدد معها ومن خلالها عمليات التفسير والتأويل بطريقة أصلية ومبدعة.

ما أهداف البحث النوعي؟.

يهدف البحث النوعي إلي العديد من الأشياء منها:

اكتشاف الأفكار والمفاهيم والخبرات: عبر ملاحظة ديناميكية للمجموعة المستهدفة قبل وأثناء تفاعلها اللفظي والجسدي والفكري المرتبط بصفة مباشرة أو غير مباشرة بموضوع البحث أو المناقشة وهذا باستخدام أدوات بحث مناسبة متاحة أو مستحدثة.
تطوير مجالات الدراسات الكمية: مثل تطوير الفروض المرتبطة بقياس الاتجاهات والمواقف في ميدان دراسات السوق أو التسويق الاستراتيجي أو دراسات الجمهور أو الحالة.
فهم متعمق لنتائج الدراسات الكمية: مثل فهم الأسباب المرتبطة بالنتائج غير المتوقعة في دراسة ميدانية لموضوع معين.
وسيلة فعالة لجمع البيانات: كما هو الحال في بحوث دراسة الحالة.

ما مميزات البحث النوعي؟.

من أهم مميزات البحث النوعي الآتي:

أنه يعتبر من البحوث المناسبة لدراسة العمليات الاجتماعية أو الأحداث محددة السياق أو الفريدة من نوعها أو الغريبة.
من البحوث الأكثر مناسبة لاستكشاف الأسباب الخفية وراء حدوث العمليات الاجتماعية المعقدة أو المترابطة أو العمليات الاجتماعية متعددة الأوجه.
أنه يعتبر هذا البحث في أغلب الأحيان من البحوث المفيدة بالنسبة إلي بناء النظرية في المجالات التي لا توجد بها نظريات سابقة أو أن تكون تلك النظريات غير كافية.
يمكن أن يساعد أيضاً في الكشف عن أسئلة البحث المثيرة للاهتمام أو الأسئلة ذات الصلة، وكذلك القضايا اللازمة لمتابعة البحث.
دراسة معاني حياة الناس في ظروفها وسياقها الطبيعي، وتقديم وإظهار رؤية الناس ووجهة نظرهم، وتغطية الظروف في السياقات الطبيعية التي يعيش فيها الناس، وتقديم رؤى قد تساعد علي تفسير سلوك الإنسان الاجتماعي، والسعي لاستخدام مصادر متعددة للدليل بدلاً من الاعتماد علي مصدر وحيد.

ما عيوب البحث النوعي؟.

للبحث النوعي عيوب كثيرة كما هو موضح في النقاط التالية:

أن الباحث النوعي يحتاج إلي قضاء فترات طويلة في الميدان الطبيعي لجمع البيانات مع الإشارة إلي ضرورة تواجده بنفسه، أو مع باحثين مساعدين له.
أنه يتطلب مهارات عالية وإمكانات قد لا تتوفر في كثير من الباحثين؛ إذ أن الباحث النوعي هو الأداة الأساسية لجمع البيانات من خلال: (المقابلات والمشاهدات الميدانية).
يصعب فيه توفير معايير الصدق والموضوعية في كثير من الحالات في البحوث النوعية بنفس الدرجة التي تتوافر فيها في البحوث الكمية.
تكلفة المنهج النوعي عالية، حيث يتطلب إجراء البحوث النوعية من الباحث أن يقوم بالانتقال من مكان لآخر، ولأكثر من مرة.
عدم قدرة الباحث علي مواصلة البحث، بسبب بعد الظروف، الأمر الذي يجعل إلمامه بكافة الظروف أمراً مستحيلاً.
صعوبات تطبيق البحث النوعي حيث أن هناك كم هائل و دقيق من البيانات التي يتطلب من الباحث النوعي تدوينها خلال فترة زمنية طويلة، بالإضافة إلي صعوبة تحليل النتائج.
صعوبة تعميم النتائج المتولدة عنها علي الحالات المشابهة، وفي ذلك يذكر أن تركيز البحوث النوعية يكون علي الحصول علي معلومات مفصلة عن عدد صغير من العينات في معظم الأحيان ولا تسعي هذه البحوث إلي التوصل إلي تعميمات حول أعداد كبيرة من الناس أو الظواهر.